على اعتاب رمضان.. حمودي والفوانيس .. قصة العمل في كنف شظف العيش.

0 515

 

حاوره وكتب / فراس الحمداني

لعل المارين من التقاطع الرئيسي وسط محافظة كركوك يعرفون اغلبهم من هو محمد او ( حمودي ) كما ينادونه.
فقد اعتاد اهالي المحافظة ان يرونه في هذا المكان منذ ساعات الصباح الباكر حتى ساعات متأخرة من الليل .
حمودي يمتهن مهن مختلفة ويكان يكون اكثر المنتضمين بالاشارة المرورية في التقاطع ولكن بعكس ما يلتزم بس السواق ، فعندما تضيئ الاشارة المرورية الحمراء فحمودي يهب الى الحركة والتنقل بين السيارات الواقفة ليعرض مالديه ويحاول ان يقنع هذا و يلح على ذاك علهم يشترون منه . ولكن وما ان تضيئ الاشارة المرورية الخضراء حتى يتسمر حمودي على الرصيف ليفسح المجال امام السيارات بالمرور.
حمودي شأنه شأن الكثيرين ممن يرتجون خيرات رمضان وضع خطة استباقية من بنات افكاره وباغت زملائه من الاطفال المتواجدين في التقاطعات والاشارات المرورية ممن يمسحون زجاج السيارات او يبيعون المناديل الورقية او غيرها ، فجاء حمودي ببضاعة رمضانية بعد جولة ذكية في الاسواق كان عامل الزمن وحولول شهر رمضان المبارك هو العامل الاساسي في اختيارها حيث ب” فوانيس رمضان المضيئة” وظل يتنقل بها ويعرضها مضيئة لافتة .

* صورته و سألته على غفلة ودون استئذان ليقيني بأنه يعاملني وكأنه يعرفني منذ زمن كما يعامل الجميع بهذا الاسلوب المعهود عنه…. ” حمودي ” .. مالذي دعاك لتغيير بضاعتك والمتاجرة بفوانيس رمضان ؟

_ فأجابني حمودي ” ياعم .. انا مثلي مثل اي انسان يبحث عن مصدر رزق يعود به الى عائلته ونحن على ابواب الايام الاولى من شهر رمضان المبارك ولذلك يجب علي ان اتحلى بشيئ من الفطنة في اختيار ما يجذب انتباه الناس ليشتروا مني .

* ” طيب ياحمودي هل تقبل ان اجري معك حوار صحفي وانشر صورتك معه ؟

_ حمودي ” نعم وبكل سرور احب ان اصبح مشهور.

* طيب حدثني عن نفسك ؟
_ انا طفل عمري اكثر من احد عشر عام فتحت عيني على الدنيا وسط عائلة فقيرة متكونة من اب معاق وملازم لفراش المرض وام لاحول لها ولاقوة وسبعة اخوة واخوات اكبرنا بنت ورث المرض من ابي والباقين اصغر مني ، ولذلك وجدت نفسي امام مسؤولية مابين تأمين ما يسد رمق العائلة وبين توفير ما يمكن ان اشتري به العلاج لوالدي بين فترة واخرى فتراني اعمل في كل شيئ واتواجد في التقاطع اكثر مما اتواجد في هيكل بيتنا المتهالك والذي من علينا به للسكن احد فاعلي الخير .

* وهل ستظل تبيع فوانيس رمضان في هذا الشهر المبارك ؟

_ لا .. سأغير بضاعتي بعد ايام لأن الناس دائما يحبون كل ماهو جديد .
واستدرك حمودي بالقول ” الان نحن في اوائل شهر رمضان المبارك والناس سيجدون في فوانيس رمضان واضوائها شيئ جديد وجميل اسبشارا بشهر رمضان المبارك ولكنهم سرعان ما سيبحثون عن جديد بعد ايام .

* وهل تحقق ارباحا جيدة في عملك هذا ؟

_ بصراحة احيانا احصل على ما يكفيني وعائلتي ولكن اغلب الاحيان لا احصل على ما يكفي ولكن ليس لي خيار الاستمرار .

* واختتم حمودي كلامه بالقول ” رمضان كريم .. والحمد لله على كل حال ” .

اترك رد