معالم خلدها الزمان وأهملها الإنسان!

0 356

خان السيد نور الياسري.. ناحية الكفل
كثيرةٌ هي المعالم والآثار التي احتضنها بلد الرافدين لتقترن به صفة العراقة، فصار هو العراق لعراقته وحضاراته الممتدة على مدى العصور.
تَنقّلْ في مدينه المختلفة، من جنوبه إلى شماله، لتشهد العديد من المعالم والآثار، وكأنك تتمعن بتفاصيل وجهٍ تملئهُ تجاعيدُ تأريخٍ عريق.
وإذا ما مررت بناحية الكفل جنوبي محافظة بابل، وفيها مرقد نبي الله (حزقيال) المسمى بذي الكفل، بين مدينتي النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، فإنك حتماً ستمر بأحد الخانات القديمة التي شُيدت خلال الحكمين الصفوي والعثماني، من أجل إيواء المسافرين وقوافل التجار وزائري المراقد المقدسة، وكذلك لخزن التمور والحبوب والبضائع؛ لما فيها من الغرف والأماكن العديدة المصممة بشكل معماري متقن.
إنه (خان السيد نور الياسري)، يقع على الضفة اليمنى لنهر الفرات، شُيد في العام 1307ه، وقد أشتهر بهذا الاسم نسبة إلى السيد نور الياسري، أحد قادة ثورة العشرين المعروفين، بعد آن أقام فيه آنذاك.
يبعد الخان قرابة (30) كيلومتراً عن النجف الأشرف، و(50) كيلومتراً عن كربلاء المقدسة. ورغم مرور أكثر من 130 عامًا على تشييده، وما يعانيه من إهمال، إلا أن الخان ما زال محتفظاً بملامحه وروحيته الخاصة.. ولزائره أن يتنقل في مفاصله المختلفة: من غرف وممرات، ويلمحُ بأراً في ساحته الخارجية، مع وجود بعض النخيل والأشجار والحشائش التي نمت وتصاعدت مع الوقت.

إنه لمعلمٌ ثمين وعريق في عيون ومقاييس أمم العالم أجمع.. ولكن كم سيدوم بقائه وهو يعاني ما يعاني من الإهمال؟!
أيهما أفضل: أن تشهد الاجيال والعصور القادمة معالم وآثار بلدها في شاشات وصور على ورق ليس إلا، أم أن يشهدونها عامرة ومشرقة، ويتجولون فيها ويفخرون بها.. ولن يكون لهم ذلك ما لم تلتفت الجهات المختصة لهذا الأمر، وتتقن عملها وتؤدي واجبها ليحتفظ العراق بعراقته وأرثه ويكون عراقًا بحق.
أعداد : علاء سعدون
تصوير : حكمت العياشي

اترك رد