مآلات موسم التناطح السياسي لتشكيل الحكومة السادسة

0 193

كتب ضياء السراي
تلاحق عيون وسائل الإعلام القفزات المختلفة بين الرابحين والخاسرين بالانتخابات العراقية المبكرة، فيما تطيل مفوضية الانتخابات من مهلها لهؤلاء المتنافسين عسى أن يحسموا أمرهم بالاتفاق الودي المفضي لتشكيل الحكومة العراقية السادسة لمرحلة ما بعد التغيير. تشاركها بهذه الممارسة المحكمة الاتحادية التي هي الأخرى دخلت على خط الازمة كونها الجهة القضائية التي بيدها الحسم عبر تنفذ المادة ٣٨ من قانون الانتخابات بتصديق النتائج او رفضها بناء على ما هو موجود من مبررات طعن او تأييد، وان كان قرار الرفض من المحكمة الاتحادية مستبعدا لأسباب كثيرة اهمها؛ ان شكل الانتخابات ومضمونها لم يثبت فيه الخلل بنسب تخول الاتحادية رفضه. ومع ذلك، فان هذا القرار موكل للسلطة التقديرية لتلك المؤسسة.
وما بين فائز يتمسك بفوزه ويدافع عن نتائج الانتخابات، وخاسر يمني روحه باستعادة ما ضاع منه تحت عناوين التزوير رافضا نتائج الانتخابات، تضيق المدد الدستورية ويشتد الخناق دوليا ومحليا لمليء الفراغ الدستوري الحاصل. ولعل محاولة عمار الحكيم الأخيرة بمعية برهم صالح لإقناع السنة العرب والنصف الأكبر من الاكراد، هي اخر المحاولات التي بقيت بجعبة الفريق الخسران. حيث يحاول الحكيم بتفويض من رفاقه ذوي الآحاد ان يلعب دور الوسيط في مشروع قلب الطاولة على الفائزين من خلال اقناع قرابة ٨٠ مقعدا من الاكراد والسنة الخاسرين بمشروعه الأخير مضافة إلى ٨٠ مقعدا اخر يفترض انها متفقة ضمن طاولة الإطار التنسيقي. لكن وكما تبين التصريحات الأخيرة من بعض أطراف الاطار التنسيقي وتحديدا لصاحب نصف هذه المقاعد، عن رغبة لدى المالكي، الذي يصنف فائزا وفق المنطق السليم حيث ارتفع من ٢٥ مقعدا إلى ٣٥ وقد يرفع رايته ما ان يحصل على سيادية واحدة ووزارتان ومنصب نائب لرئيس الجمهورية كما سربت المصادر المقربة منه مؤخرا.
الصدر حاول أن يحيد تيار الحكمة عبر وعود كان آخرها تقاسم مقاعد الصدرين معهم، وهو تلويح بحصص وزارية مرضية ان ترك جانب المعترضين، لكن تحركات الحكيم تؤكد انه لن يسلم لهذه الوعود ما لم يحصل على مبتغاه، ومما لا شك فيه انه يطمح لتكرار تجربة ٢٠١٨ عندما دفع المجلس الأعلى صاحب المقعدين بمرشحه عبد المهدي إلى سدة الحكم!
هادي العامري مع فريق الفتح ومن انضم لهم ممن تحطمت أحلامهم على صخرة النتائج الانتخابية، يرمي لحل واحد لا غير، وهو تشكيل حكومة تصريف أعمال واعادة الانتخابات وفق استحقاقها الاقرب، وهو ما نطق به الحكيم نيابة عن الفتح بإعلانه الذي وُصِف محليا ودوليا بالهزيل. وفي ظل هذا التناطح تقف أربع من الرؤوس متفرجة وهي تمسك بجردة مطالب ترجح كفة من يحققها لها، فالحلبوسي ومقاعده ٣٨ قال ما لديه وينتظر من يدفع أكثر. ومسعود البرزاني الذي يمسك ٣٥ مقعدا هو الاخر يجلس مرتاحا فيما تختلف اليه الوفود البغدادية الساعية لنيل أصوات فريقه. ومثلهما يناور المالكي مع ٣٥ مقعدا ليحصل على مبتغاه. اما فريق الفتح وبعض الآحاد ومقاعدهم البالغة ٤٠ مقعدا فهم يسوقون مركبهم عكس الرياح وامواج العملية السياسية في محاولة يائسة لتحقيق هدفا يبدو أنه مستحيلا، فهل سيطول موسم التناطح ام ستنهيه صافرة المحكمة الاتحادية.

اترك رد