برهم صالح وعمار الحكيم يصلان الموصل بزيارة مفاجئة!

0 190

سجاد ال راضي
اخذ حراك التحالفات السياسية الممهدة لجلسة البرلمان الاولى بعد ظهور نتائج لانتخابات بالتصاعد بوتيرة عالية في ظل انقسامات حادة بين المكونات المذهبية و القومية و الاثنية فضلا عن السياسية.
فالخلافات التي تعصف بأشكال التحالفات الاولية كالاطار التنسيقي الشيعي الذي تعالت منه اصوات متقاطعة، قد يتمزق في اي لحظة، سيما وان الفائز الاكبر فيه ممثلا بالمالكي قد اعلنت شخصيات من مكونه الانتخابي عن احتمالية مغادرته هذا التجمع السياسي اثر خلافات حادة مع هادي العامري.
على الجانب الاخر نجد ان الفائزون بالانتخابات من المكون الكردي ينقسمون الى مجاميع شتى، والحال ليس بأفضل منه بالنسبة لأعمدة المكون السني حيث ينقسمون الى معسكر الفائزون ومعسكر الخاسرون.
ان هذه الزيار المفاجئة للموصل من قبل رئيس الجمهورية المنتهية ولايته برهم صالح ممثلا عن خصوم مسعود البرزاني يرافقه عمار الحكيم الذي خسر هو الاخر مقاعده في الانتخابات الاخيرة وهو جزء من الاطار التنسيقي وحليف حيدر العبادي رئيس الوزراء الاسبق واحد الخاسرين الكبار في الانتخابات الاخيرة والذي طرح اسمه كمرشح تسوية لمنصب رئيس الوزراء مؤخراً الى جانب مصطفى الكاظمي، تأتي في اطار التمهيد لحسم التشكيل الحكومي الجديد.
ان هذه الزيارة تأتي ضمن جهود الترتيبات المسبقة لاختيار مرشح لمنصب رئيس الحكومة وفق سيناريوهات اثنان لا ثالث لهما:
السيناريو الاول، ان برهم صالح و عمار الحكيم اللذان تربطهما علاقة قوية مع مصطفى الكاظمي يسعيان لكسب اكبر قدر ممكن من تأييد اعضاء مجلس النواب عن محافظة نينوى والبالغ عددهم مع ممثلي الاقليات 33 نائباً لصالح الولاية الثانية للكاظمي مع الابقاء على برهم صالح رئيسا للجمهورية، ومما يدعم هذا الراي هو ان مقتدى الصدر سبق وزارة عمار الحكيم في منزله كأول شخصية شيعية سياسية بعد ظهور نتائج الانتخابات وقيل انه تعهد للحكيم بان مقاعد التيار الصدري ال 75 تحت تصرف تيار الحكمة في محاولة لإرضاء ابن خالته الذي اصيب بنكبة الخسارة الفادحة وهذا الامر يعيدنا الى العام 2019 عندما اتفق الاثنان على تقديم مصطفى الكاظمي كمرشح لرئاسة الحكومة.
السيناريو الثاني، ان هذه الزيارة تأتي في اطار مساعي اقناع كتل ثاني اكبر المحافظات العراقية بعدم الانجرار الى مشروع الكتلة الصدرية والتريث في قضية التحالف مع التيار الصدري لتشكيل الحكومة وهي خطوة للمناورة وكسب الوقت ليتسنى للمالكي من تشكيل كتلة قادرة على تجاوز حجم الفائزون للانتخابات وهم مقتدى الصدر، محمد الحلبوسي، ومسعود برزاني .
على الجانب الاخر وصل مصطفى الكاظمي مساء اليوم الى الانبار في زيارة عاجلة هي الأخرى، مما يدعم السيناريو الاول سيما و انه مرفوض من قبل الاطار التنسيقي وعلى رأسه المالكي فضلا عن القطيعة الكبيرة مع قادة معسكر الفتح .
و اذا سلمنا بأن السياسة هي فن المستحيل و ان التسريبات التي انتشرت اليوم و التي مفادها ان المالكي توصل الى اتفاق مبدئي مع التيار الصدري للحصول على ثلاث وزارات منها واحدة سيادية مع منصب نائب رئيس الجمهورية وشروط اخرى لم تذكر حتى الان، فانه لا يمانع بمنح اصوات كتلته لمرشح التيار الصدري لمنصب رئاسة الوزراء.

اترك رد