تناولت وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) في تقرير لها، مدينة النجف الاشرف في العراق. ويقول مراسل هذه الوكالة في تقريره: ان محمد علي رضا، طالب العلوم الدينية هو شاب قدم من بنغلادش الى النجف الاشرف. وبينما وصل محمد علي رضا الى النجف في العراق لتحصيل العلوم الدينية والفلسفة الشيعية، فان عددا ضئيلا من الشيعة يعيشون في بلاده. إن محمد علي يبحث في سوق الكتب بالنجف للعثور على كتب فلسفية ودينية وحتى كتب الشعر، في حين أن الكثيرين من امثاله – ممن يعتمرون عمائم بيضاء وسوداء – يشاهدون وهم يتنقلون بين رفوف المكتبات.
إن محمد علي مثله مثل طلبة العلوم الدينية الايرانيين والباكستانيين ممن لا يجيدون بعد التحدث بالعربية بسلاسة، يرى ان سوق النجف الذي يمضي عليه 750 عاما، هو شئ اخر. فهنا في النجف – حيث مرقد الامام علي (ع) ويزورها ملايين الزوار سنويا – كل شئ يفوح منه عبق الدين والادب. ويمضي هذا الطالب البنغلادشي قائلا: ان النجف تختلف كثيرا عن باقي المدن العراقية، فالنجف هي مدينة الادب والدين. ان احد الشعراء الذي يحبه محمد علي رضا هو مهدي الجواهري الشاعر العراقي الشهير.
وتضم الرفوف الحديدية والخشبية لسوق الكتاب القديم بالنجف، العديد من الكتب في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والدينية والادبية. وتشاهد بينها، كتب اية الله السيد علي السيستاني الزعيم الروحي للشيعة في العراق وكذلك كتب الشهيد محمد باقر الصدر – الذي قتل على يد صدام-.
ويقول حسن الحكيم المتخصص في التاريخ والحضارة الاسلامية: كانت تقام حتى عقد الخمسينيات، مزادات لبيع الكتب بالقرب من مرقد الامام علي (ع)، وكانت العديد من الكتب تباع بطبعتها الاولى والطبعة الرئيسية ايام الجمعة.
ويتابع الحكيم: ان غرترود بل – عالم الآثار البريطاني الشهير – كان قد زار النجف الاشرف مطلع القرن العشرين وتفقد مكتباتها القديمة.
وخلصت فرانس برس في تقريرها الى القول: ومع ذلك فان المناخ الثقافي والادبي للنجف الاشرف يمر بتحديات. ان هذه المدينة الدينية، تشهد تهديدا من خلال تحركها بإتجاه الأجواء الادبية الإفتراضية وأونلاين.
ويقول الحكيم: اننا قلقون من الفضاء المجازي وأونلاين، ونرى أن طلبتنا يجب أن يقرأوا الكتاب المطبوع وبنسخته الأصلية، ان عليهم السعي والجهد من اجل العثور على الكتاب.