بقلم / فراس الحمداني
عندما رن هاتفي بع منتصف الليل .. أبدا” لم أكن أتوقع أن يكون الأتصال منه !! على الرغم من أن رقمه وأسمه ضمن قائمة اتصالاتي المحفوظة في هاتفي .. لكنني ولأكون صريحا” معكم لم أكن قد تحدثت معه سابقا” وهو كذلك ايضا ..
(الو .. السلام عليكم ) .. بصوت يكلله الوقار والكارزيماتية الصوتية ..
كيف حالك استاذ فراس .. ؟ كنت اسمع هذه الكلمات واسترق النظر الى شاشة هاتفي كي اتأكد من الاسم الظاهر على الشاشة واقارن بأسرع ما أستطيع بينه وبين الصوت الذي اسمعه وذلك بالاعتماد على ذاكرتي الصحفية التي تكتنز شيئا” ما يميز صوته ..
ورغم ذلك .. سألته بعد ان رددت عليه السلام .. ( جنابك معالي الوزير مو ؟ ) .. ضحك ضحكة خفيفة جدا” واردف قائلا” ..نعم نعم انا هو ..
ثم كلمني بطريقة لبقة وراقية جدا” في محاور سريعة ومختلفة .. هنا احسست بأنه يريد أن يتأكد من شيء له علاقة بهويتي ااشخصية وتحديدا” الصحفية .. وما ان حصل على ما يريد وتأكد من دون ان يسأل عن ذلك بشكل مباشر .. حتى راح يكلمني بطريقة اخوية وتواضع اكبر جعلني اشك بأنه هو نفسه ذلك الشخص الذي ترتعد امام شخصبته القادة وتهون امام حدته المناصب و المراتب .. كيف لا اشك وانا المتابع لكل سطواته وثولاته وجولاته على السلبيات المتعلقة بوزارته ودعمه و انتصاره لاصغر منتسب فيها .. كيف لا وهو المنقض على اي بادرة فساد ليأدها فور ولادتها ..
كان للاتصال الذي جمعنا سببين الاول دعوة كنت قد عممتها على كل من احفظ ارقامهم واسمائهم في هاتفي النقال وهي كانت بنالسبة له مقدمة يدخل بها الى السبب الثاني و هو استفساره وسؤاله بطريقة محترمة جدا وغير مباشرة جدا عن مقال نسب لي سهوا” او حتى عمدا” بينما انا كل مقالاتي الصحفية تحمل اسمي الصريح وصورتي الشخصية وانا مسؤول عن كل حرف اكتبه .. ولكن الاجمل من السببين هي تلك الصداقة التي ولدت بصدفة لينطبق عليها المثل المعروف ( رب ضارة نافعة ) ..
من اتحدث عنه هو معالي وزير الدفاع ثابت العباسي المحترم والذي كنت معجبا” بما يقوم به بمهنية عالية تهز عروش الفاسدين والان انا اشد اعجابا” بشخصه الذي عرفته اكثر خارج نطاق عمله ومسؤوليته بعد تشرفي باعلان صداقته ..
نعم انا امتدح وزير .. وهذا الامر لا يحصل الا نادرا” .. لا يحصل الا مع من يستحق هذا الكلام الذي لا يغادر الحقيقة .. وقد كنت قد اخبرت معاليه بأنني افتخر دائما” بأخي محمد كونه منتسب في الجيش العراقي والان اخبرك ياوزير الدفاع من خلال مقالتي هذه (ان وصلت اليك) انني افتخر بأخي مرة اخرى كونه ضمن دائرة ونطاق أمرتك .. وكما تقولون في الجيش .. الوحدة بامرها .