بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل شاعر العرب محمد مهدي الجواهري ١٤١٨ هج شذرات من الصحافة النجفية

0 125

 

 

قصيدة الجواهري
“اليأس المنشود” مجلة البيان ١٩٤٧ أنموذجآ

بقلم
د. محمد عبد الهادي النويني

النجف الأشرف
١٩ تشرين الأول ٢٠٢٢
٢٢ ربيع الأول ١٤٤٤

صدرت مجلة البيان النجفية عددها الأول من السنة الأولى بتأريخ ٢٩ حزيران ١٩٤٦ م والموافق ١ شعبان ١٣٦٥ هج ، رئيس تحريرها ومديرها المسؤول علي الخاقاني – رحمه الله، واستمرت بالأصدار أربع سنوات، وهي مجلة أسبوعية أدبية أجتماعية جامعة .
ولدالشيخ علي الخاقاني عام ١٣٣٠ هج في النجف الأشرف، ونشأ وتدرج في مستهل حياته بمسقط رأسه في دراسته الحوزوية على أساتذة وفضلاء عُرفوا في الدروس والتحصيل الحوزوي، ولكنه لم يتابع خطه في الحوزة العلمية، بل توجه إلى الخط الأدبي وبدأ ينسخ الكتب فنسخ كتب عديدة ومتنوعة، فقال عن سبب هذا التوجه :(( بعد أن فرغت من قراءة حاشية ملا عبد الله (وهي من الكتب المعدة في الدروس المنطقية في الحوزة العلمية في النجف الأشرف للمرحلة الأولى لطالب العلم) شعرت أن الإنسان الذي يريد أن يحتل مكانته في وسطه لابد أن يتميز بميزة تجعله مرموقاً بين أخدانه فأتجهت إلى نسخ مجموعة من الكتب النادرة مابين ١٣٤٦ هج إلى ١٣٧٦ هج كما ضبطتها في آخر مخطوطاتي التي كتبت خلال هذه الفترة )) كما حقق وطبع مجموعة من الكتب، وأشتغل بالتأليف وذكر قائمة بمؤلفاته التي بلغت ٤٦ مؤلفاً وفي مقدمة تلكم المؤلفات هي (موسوعة شعراء الغري) والتي تقع ١٢ مجلداً طبعت مرتين ، كما أصدر مجلة البيان عام ١٩٤٦ م.
نشرت مجلة البيان في عددها المشترك (٢٥ ، ٢٦) من السنة الثانية بتأريخ ١٦ ايلول ١٩٤٧ م الموافق ١ ذي القعدة ١٣٦٦ هج ، قصيدة ( اليأس المنشود ) أو فلسطين بين العرب والصهاينة للشاعر الأستاذ الكبير محمد مهدي الجواهري، يرسلها صيحة مدوية في وجه العدوان الذي قامت به لجنة التحقيق المنتدبة من قبل هيئة الأمم المتحدة لدرس مشكلة فلسطين العربية، والذي يتضمن الأنحياز إلى الصهاينة وهضم حقوق العرب .
محمد مهدي الجواهري شاعر عربي عراقي، يعد من بين أفضل شعراء العرب في العصر الحديث، تميزت قصائده بالتزام عمود الشعر التقليدي ، ولد ٢٦ / ٧ / ١٨٩٩م في النجف الأشرف ونشأ في أسرة أكثر رجالها في العلم والأدب وتوفي في دمشق ٢٧ / ٧ / ١٩٩٧ م المصادف ٢٢ ربيع الأول ١٤١٨ هج .
وجاء في قصيدته :

بردوا إلى اليأس مالم يتسع طمعا
شر من الشر خوف منه أن يقعا

شر من الأمل المكذوب بارقة
أن تحمل الهم بالتأميل والهلعا

قالو (غد) فوجدت اليوم يفضله
و(الصبر) قالوا:وكان الشهم من جزعا

وجاء فيها :
ياناديين [ فلسطينا] وعندهم
علم بأن القضاء الحتم قد وقعا

كم ذا تلحون ان تستنبطوا قبساً
من الرماد وممن بات مرتجعا

كفى بمافات مما سميت (املا)
من الحلول التي كيلت لكم خدعا

وإلى آخر القصيدة التي تكونت من ٣٤ بيتاً

رحمك الله يا شاعر العرب عشت غريباً ودفنت غريباً

اترك رد