بقلم
د . محمد عبد الهادي النويني
النجف الأشرف
١٦ محرم ١٤٤٤ هج
١٥ آب ٢٠٢٢ م
صدرت مجلة النشاط الثقافي عددها الأول من السنة الأولى بتأريخ ١٠ تشرين الثاني ١٩٥٧ م الموافق ١٧ ربيع الثاني ١٣٧٧ هج ، رئيس التحرير المسؤول الشيخ عبد الغني الخضري ومدير تحريرها السيد مرتضى الحكمي – رحمهما الله – ،ولسان حال جمعية التحرير الثقافي في النجف الأشرف (( التي أنشئت على أساس النهضة الثقافية ، وخدمة الدين، وتعميم التربية والتوجيه)) .
نشرت مجلة النشاط الثقافي النجفية في عددها الأول من السنة الأولى الصادر بتأريخ ١٧ ربيع الثاني ١٣٧٧ هج الموافق ١٠ تشرين الثاني ١٩٥٧ م ، مقالاً بعنوان ( أوهام حول اعجاز القرآن)، و في العدد المشترك ٣ و ٤ من السنة الأولى، الصادر في ١ شعبان ١٣٧٧ الموافق ٣ اذار ١٩٥٨ م ، مقالاً بعنوان ( البداء) والمقالين بقلم
آية المحقق السيد أبو القاسم الخوئي .
السيد الخوئي هو أبو القاسم بن علي الأكبر بن هاشم تاج الدين الموسوي الخوئي، ترأس الحوزة العلمية في النجف الأشرف وكان زعيماً للطائفة الشيعية في العالم ، أنتقل من مدينة خوي التابعة لأذربيجان الغربية إلى مدينة النجف الأشرف وعمره ١٣ عاماً، وشرع بتحصيل علوم اللغة والمنطق فيها ، وعندما بلغ الحادية والعشرين من العمر ، حضر الدراسات العليا في الحوزة العلمية عند الشيخ الاصفهاني والنائيني وآغا ضياء العراقي – رحمهم الله –
له من الأولاد سبعة وهم ( محمد تقي ، عبد المجيد، جمال الدين ، علي ، عباس ، عبد الصاحب و إبراهيم ) ، وتاركاً وراءه إرثاً علمياً في علوم الفقه والتفسير ومعجم رجال الحديث وغيرها .
وفاته يوم ٨ اب ١٩٩٢ م والموافق ٨ صفر ١٤١٣ هج ، ومنعت السلطات العراقية أن يقام له تشيعاً عاماً، وقد صلى على جثمانه سماحة السيد علي السيستاني في مرقد أمير المؤمنين عليه السلام ودفن في مسجد الخضراء المتصل بالصحن الحيدري الشريف .
وقد أشار السيد الخوئي في مقاله الأول عن أوهام اعجاز القرآن وجاء فيه :
(( لقد تحدى القرآن جميع البشر ، وطالبهم بأن يأتوا بسورة مثله، فلم يستطع أحد أن يقوم بمعارضته، ولما كبر على المعاندين أن يستظهر القرآن على خصومه، راموا أن يحطوا من كرامته بأوهام نسجتها الأخيلة حول عظمة القرآن، تأييداً ليتبين مبلغهم من العلم ، وأن الاهواء كيف تذهب بهم يميناً وشمالاً فترديهم في مهوى سحيق )) ، واختصر السيد الخوئي في مقاله أربعة موارد ليبطل أقاويلهم .
ونشر في العدد المشترك ٣ و٤ مقالاً بعنوان ( البداء) وجاء فيه :
(( لاريب في ان العالم باجمعه تحت سلطان الله وقدرته ، وان وجود اي شيء من الممكنات منوط بمشيئة الله تعالى، فان شاء اوجده، وان لم يشأ لم يوجده . ولا ريب ايضاً في ان علم الله سبحانه قد تعلق بالأشياء كلها منذ الازل، وان الأشياء باجمعها كان لها تعين علمي في علم الله الازلي ، وهذا التعين يعبر عنه بتقدير الله تارة وبقضائه تارة اخرى ، ولكن تقدير الله وعلمه سبحانه بأشياء منذ الازل لا يزاحم ولا ينافي قدرته تعالى عليها حين ايجادها ، فان الممكن لا يزال منوطاً بتعلق مشيئة الله بوجوده التي قد يعبر عنها بالاختيار…. )) .
فيما أشار في المقال (( أن البداء الذي تقول به الشيعة إنما يقع في القضاء غير المحتوم ، أما المحتوم منه فلا يتخلف، ولابد من ان تتعلق المشيئة بما تعلق به القضاء…..)) .
ووضح السيد الخوئي أن القضاء على ثلاثة أقسام مؤكداً عليها من روايات اهل البيت عليهم السلام.
قدست نفسك الزكية –
آية الله العظمى السيد الخوئي.