هادي جلو مرعي
صرنا في وضع لانحسد عليه فمعاييرنا في العمل والتقييم والنقد والمدح والدعم معايير عرجاء صلتها بالمصالح الضيقة والأحقاد والحسد وعلى قاعدة (حب وإحكي، إكره وإحكي) ودون قاعدة أحيانا اخرى، بل لمجرد أوهام، أو أحقاد، أو منافسة سيئة، فالمهم عندنا هو تحجيم دور المسؤول وإضعافه وإبتزازه، وهي مهنة يجيدها البعض حين يركزون على شخص بعينه تبوأ منصبا، أو يحكى إنه سيتبوأ منصبا. فإذا قيل إن فلانا من الناس سيتم إختياره لمنصب فإن الهجوم سيبدأ من جهات وأشخاص دون وازع من ضمير، والمهم هو تسقيط هذا المسؤول وإخافته وتشويه سمعته والإفتراء عليه، وتحويله الى هدف لهجمات الكترونية، وتأليف الأكاذيب عليه، ونشر معلومات مضللة بهدف تحشيد الرأي العام ضده، والتنكيل به، وتسقيطه وفي الغالب يأتي الهجوم من جبهات طامعة ومنافسة، أو مبتزة، ولأهداف تتعلق بالمصالح القذرة التي تسقط أمامها حصون الخير والخوف من الله والقيم.
حين يستلم المنصب تشتد الهجمة وتبدأ قائمة الأفتراءات تكبر، وينضم إليها شتى الفبركات والأكاذيب، والتهم الجوفاء بالفساد، والعلاقات غير القانونية والتي تعتمد المصالح المالية، وتحقيق المكاسب دون رحمة، ودون تردد، ودون خوف، وعندما يواجه هولاء المساءلة القانونية، أو يتبلغون بوجود تلك المساءلة يبحثون عن أعذار واهية، وتبريرات لايعود لها من قيمة بعد أن اضرت بهذا الشخص المسؤول، أو ذاك، وهذه الطريقة سيئة لأنها تضعف المسؤول، وتجعله مترددا خائفا من حجم الإفتراءات التي يحيكها ويرتبها ويطلقها هولاء، حتى إذا لجأ الى الطرق القانونية بدأ مهاجموه بترتيب الطريقة الملائمة للإفلات من المحاسبة والعقاب، لكن هل إنتهت المشكلة الى هنا، وهل ضمنا أن لاتتكرر ؟ فهذا هو المهم وهو التخلص من الطرق التي تتقاطع والقيم والأخلاق في النظر الى الآخرين وعملهم ومسؤولياتهم فمن غير المعقول ان نعطل دوائر الدولة ومؤسساتها لمجرد إننا نحسد هذا الشخص، أو نطمع في منصبه، أو نريد أن نستغله بطريقة، أو بأخرى فنوهم الناس بأنه غير مستقيم وننشر معلومات مغلوطة، وكأننا نرافقه في حله وترحاله، ونريد أن نوهم الناس بصدق مانقول مع إنه بعيد عن الصدق بمسافة بعيدة.
المقال السابق