بمناسبة يوم الصحافة العراقية…. ١٥ حزيران ١٨٦٩ م شذرات من الصحافة النجفية مجلة العدل الإسلامي ١٩٤٧ – العدد الخامس – السنة الثانية.. أنموذجآ

0 103

 

بقلم
د. محمد عبد الهادي النويني
النجف الأشرف
١٥ حزيران ٢٠٢٢
١٥ ذي القعدة ١٤٤٣

أعتمد الإحتفال بيوم الصحافة العراقية في الخامس عشر من حزيران من كل عام ، بإعتبار إن هذا التأريخ هو ولادة أقدم جريدة عراقية و هي جريدة ( الزوراء) صدرت في مثل هذا اليوم من عام ١٨٦٩ م .
و من هذا الحدث المهم في تاريخ العراق الحديث ، نود الإشارة إلى ما نشرته مجلة العدل الإسلامي في أفتتاحية العدد ٥ من السنة الثانية بتاريخ ٣٠ تموز ١٩٤٧ و الموافق ١٨ رمضان ١٣٦٦ مقالآ بعنوان ( الصحافة ما لها و ما عليها) بقلم صاحب المجلة و مديرها المسؤول محمد رضا الكتبي جاء فيه :
ليست الصحافة مهنة أقصى غاياتها أمور معينة محدودة كالأرتزاق مثلاً و أنما هي أداة تثقيف و توجيه يهتدي بها الضال و يتعلم بها الجاهل و تستقيم بواسطتها النفوس التي يعوزها الأعتدال ، هذا بالأضافة إلى ما تقدمه للمجتمع من المعارف الخالصة التي تنور الفكر و تزيد في المعرفة ) .
و من جانب آخر بيًن الكتبي إلى ضرورة الصحافة و جاء فيه ( وقد أصبحت الصحافة ضرورية في هذا العصر لشدة حاجة الأفراد إلى معرفة ما يهمهم من الأمور و التوسل بهذه المعرفة إلى قضاء أغراضهم و مهامهم العامة ، إذ ما من علم و فن و صناعة و آداب و غير ذلك الاً و للصحافة اليد الكبرى في تكوينه و تمكين أسسه في الحياة العملية و الصحافة هي رابط الأفكار و البوتقة التي تتفاعل بها النظريات العلمية و الأراء الأجتماعية و الحقل الذي ينمو فيه العقل و تتهذب فيه العاطفة فهي أذن حاجة لا يمكن أن يستغنى عنها مجتمع متمدن أو شعب يرغب في نهضة علمية و أجتماعية ، فإذا كانت هذه منزلة الصحافة فما أجدر بنا أن نمهد لها الطريق و تتعهدها بالنمو و الأنعاش شأنها شأن أعظم أداة للخدمة العامة ) .
و من جانب أخر أشتكى الكتبي و عبًر عن شكواه قائلآ ( أجل أقول هذا و الصحافة تشكو مع الأسف ….. تشكو من عدم الأقبال عليها و قلة الأهتمام بها و عدم الأكتراث بمستقبلها و مقدار ما يمكن أن تقدمه من فوائد جمًة لمجتمعنا الذي هو أشد حاجة إلى دعم نهضته المباركة بأساس من العلم و المعرفة…..) و أنهى الكتبي مقاله بقوله ( فكيف و متى يريدون للصحافة تقدمآ أو رقي فهل ينصف بعضهم عندما يلقي الذنب كله على الصحافة و الصحفيين بدون أعتبار ما يمكن يسديه القارئ من خدمات في ضمان نجاح الصحافة و أغراضها النبيلة السامية .

فما أحوجنا في مثل ذلك هذه الأيام
رحمك الله محمد رضا الكتبي برحمته الواسعة.

اترك رد