ومضة من الصحافة النجفية ( الصحافة و الصحفيون) مجلة المصباح ١٩٣٤ م أنموذجآ

0 180

 

بقلم
د. محمد عبد الهادي النويني

١١ آذار ٢٠٢٢
٧ شعبان ١٤٤٣

مجلة(( المصباح )) النجفية، مجلة تأريخية أجتماعية شهرية لصاحبها و رئيس تحريرها محمد رضا الحساني ، و من بعده الشاعر السيد محمد صالح بحر العلوم، صدر العدد الأول في ١ رجب ١٣٥٤ هج الموافق ١٠ تشرين أول ١٩٣٤ م، و أنتهت بعددها العاشر الصادر في شهر رمضان ١٣٥٥ هج الموافق كانون الأول ١٩٣٦ م .
و يظهر من أفتتاحية العدد الأول بقلم المرحوم محمد رضا الحساني الهاجس المتردي من وضع المسلمين عموماً و العرب خصوصاً، مما يوحي إلى أن عمله هذا و مجلته هذه تهدف إلى معالجة هذا التردي ، إذ إنً الصحافة على حدً تعبيره : ((هي صاحبة التاج التي منها و إليها و عليها بني نظام الحياة الأجتماعية)) .
و نشرت المجلة بأفتتاحية العدد الأول بعنوان ((الصحافة و الصحفيون)) و ذكر فيها بعض الصفات التي يجب أن يتحلى بها الصحفي و جا فيها : ((…. يعجبني أن أكون صحافيآ ، و يعجبني من الصحافي أن يكون هادئآ ، صريحآ، سليم النفس، يسير بخطى واسعة لنحو الأمام ، غير متحيزآ إلى فئة دون أخرى ، أو إلى طائفة دون ماسواها ، أو إلى نحلة عدا غيرها ، ولكن يجب أن يكون مع ذلك ذا مبدأ صحيح ، هو الكل في الكل من أحواله ، و أعماله فهل يمكن أن أكون؟ و متى؟ و أين؟)).
و من جانب آخر أشار المرحوم الحساني في أفتتاحية العدد الأول قائلآ : (( كنت أرغب بمكاتبة أمهات الصحف الشرقية العربية و كثيراً ما نشرت بعض المقالات و أكثر ما نشرت في صحيفتي الاقبال البيروتية أو الأستقلال البغدادية، يعرفها قراء الصحيفتين ، و أجتمعت بكبار رجالات العرب ممن أمكنتني الظروف لزيارتهم و الإلتقاء بخدمتهم ، كالأستاذ و الثعالبي، و المدرس، و الشبيبي، و الغلاييني، و كرامت، و الخطيب، و العبيدي، و لقد أستنتجت من أقوال هؤلاء غاية واحدة هي ترقية الشرق العربي الأسلامي ، و رفع مستوى العربية إلى حيث المقام السامي الذي يجب أن تحل فيه، غير أن الطرق التي يسلكها كل واحد منهم ربما تختلف بعضها عن بعض إختلافآ طفيفآ لا يخل بشرف المقصود)).

تبقى الصحافة النجفية السبًاقة في ميادين العلم و المعرفة ،

اترك رد