نحو رؤية جديدة في مستقبل البصرة

0 156

 

بقلم

عبد الحسين عبد الرزاق

لست مع من يقول بأن البصرة كانت وكانت على مايعتقده من حضارة وتطور ومدنية

لم تكن البصرة على شيء مما يتصوره بعض الأخوان ابداً
لقد كانت البصرة وماتزال مدينة فيها المتخلفون أكثر وبكثير من المتحضرين وفيها المخربون أكثر بكثير من البناة الا ان الناس عندنا وبسبب من قصور الرؤية لديهم لم يستطيعوا تحديد مفاهيم التطور والحضارة ولم يعرفوا ماذا يجب ان تكون عليه المدن المتقدمة
ولعل ابرز الادلة على ما اقول هو ان البصرة كانت تحكمها بيوتات بدوية متلبسة بلبوس الحضارة المدنية الزائفة ومنها بيت عبد اللطيف والمناصير والذكير وغيرها
فهذه بيوت امتهن ابناؤها العمالة والتجارة وكسبوا من ذلك ماكسبوه من ثروة وجاه ومناصب تبوأوها بالولاء لآل سعود او السلطان العثماني او الانكليز
ومن بعد ذلك جاء الحكم الوطني المرتكز الى النفوذ البريطاني الذي اسبغ الشرعية على نظام الاقطاع اللذي ظلم الناس وشردهم من ديارهم
فكانوا ان عانوا ماعانوا من مصائب ومتاعب لاتحصى
ولم يكن سيد طالب النقيب وغيره من دعاة الحقوق المدنية وانما كانوا جبابرة وطفاة استعبدوا الناس واستغلوهم وعاشوا على مابذله غيرهم من جهود عظيمة
وسواء كان ذلك في الزراعة وكما حدث ذلك لمحمد العريبي الذي اصبح بجراح وآلام الفلاحين عضواً في مجلس النواب البريطانيي و كما حدث للشيخ خزعل او سائر البيونات اللتي ليس لها من المجد غير انها كانت انتهازية ومتقلبة في ولاءاتها ولا اريد ان اتوسع في الحديث عن حقبة زمنية شهدت مصائب عظيمة وانما ابتغيت من ذلك هو أن تكون تلك مقدمة لما سأتحدث عنه بشأن واقع البصرة الحالي المرير ومايجب ان نقوم به من عمل من اجل مستقبل بصري مشرق
ولا أكتمكم سراً عندما اقول لقد اسعدني ان ارى هذا العنوان (مستقبل البصرة) وكنت اظن بأننا قد اوجدنا نافذة صغيرة سنطل منها على امل في أن نعيش في مدينة تحتضن الجميع
كان سروراً عظيماً في أن ارى شباب وشيب البصرة يمضون على الطريق الى الى البصرة الوعد غير انني وللأسف ومن خلال متابعتي وقرائتي لاغلب ماينشر من موضوعات لم أجد أننا ماضين الى مستقبل البصرة الذي نريد وللأسف يا اخواني اقول لم أر أن احداً منا كان حريصاً على أن نضع ستراتيجية لبصرة الامل
جميع منشوراتنا بعيدة عما يجب ان تكون لدينا من تصورات حول مستقبلها الذي نطمح فيه
كنت انتظر من متخصص في التخطيط العمراني ان اقرأ له رؤية جديدة حول التخطيط العمراني للبصرة
وكنت انتظر من متخصص في البناء الاجتماعي ان يقدم دراسة عما يجب ان يكون عليه المجتمع العراقي الجديد في ضوء معايير حقوق الانسان
وكنت انتظر من متخصصين آخرين في مجالات عديدة ان يقدموا مقترحاتهم لتطوير البصرة في تلك المجالات الا ان ذلك لم يحصل فاغلب المنشورات تدور حول مواضيع لاصلة لها بمستقبل البصرة ان لم تكن سبباً في تراجعها وتخلفها ولعل ابرز شاهد على أننا فشلنا في أن نساعد الاستاذ اياد في ان يؤسس لرؤية بصرية جديدة هو ان هذا الكروب اصبح منبراً لصراعات لا طائل لها صراعات أثارتها استخافات بوجهات نظر الآخرين وربما انطلقت من الشعور بالنفوذ والقوة والغلبة على الناس
ان امراً كهذا لا يؤسس لرؤية حضارية لبناء البصرة ولا يمكنه ان يكون سبباً في نشر ثقافة حضارة تؤسس البصرة اجمل
اتمنى ان يدرك الجميع أننا مخطئون

اترك رد