صدور كتاب “مُسَمَّى العراق و تُخومُه في المُدَوَّنات البَهلويّة ـــ السّاسانيّة دراسةٌ في التّاريخ الثّقافيّ والإيديولوجيّ للمفهوم” 

0 265

صدر حديثا للكاتب الدكتور نصير الكعبي كتاب “مُسَمَّى العراق و تُخومُه في المُدَوَّنات البَهلويّة ـــ السّاسانيّة دراسةٌ في التّاريخ الثّقافيّ والإيديولوجيّ للمفهوم”

وكانت محتويات الكتاب على النحو الآتي
المُقدَّمَة
أولاً: سُورَسْتَانُ وإيحاءاتُ التّخوم الملكيّة.
ثانيًا: إيديولوجيا المُسمّى (الإمبراطوريّة)
ثالثاً: (دل ايرانشهر) والكونيّة الزّردشتيّة.
رابعاً العراق: مكامنُ تَواري المُسمّى وإشهارِه.
خاتمة
المصادر والمراجع العربية والفارسية
Bibliography

وهذا مقتطف من مقدمة الكتاب
… ما زالت دِلالةُ مُسمَّى العراق ومرادِفاتُه وبدايةُ ظهوره إشكاليَّةً لم تُحسم نتائجُها بصورةٍ نهائيَّةٍ، إذ تُصنَّف هذه المَنطقة البحثيَّة ضمن المناطق الرَّخوة وغير المستقِرَّة عند الباحثين والمختصِّين في مَيدان دراسة تاريخ العراق في مراحله القديمة والوسيطة!.
ويستطيع المتتبِّع أن يجد جملة عوامل تكمن وراء هذا التَّذبذب والاختلافِ حول مُسمَّىً ودِلالاتٍ بعينها من حيث شيوعُها أو تواريها؛ ويأتي على رأس تلك العوامل التَّداخلُ الأيديولوجيُّ في استعمال مُسمَّىً وتغييبِ آخر، وذلك بفعل المتغيِّرات السِّياسيَّة الحادَّة، وتَشَكُّلِ دولٍ متعاقبةٍ تختلف رؤيتها في الحكم والنَّظرِ إلى الجماعات المتنوِّعة القاطنة أرضَ العراق التي أنتجت بدورها تسمياتِها الخَاصَّةَ المتوافِقةَ معها، والمختلفةَ في بعضٍ من الأحيان مع التَّسميات الرَّسميَّة، وذلك تبعاً لموروثها الحضاريِّ والدِّينيِّ، حيث يكتنز كلُّ مُسمَّىً حُزمةً من الإحالات التَّاريخيَّة والثَّقافيَّة الضَّامرة منها والمعلِنة.
وقد انعكس هذا التَّباينُ على طبيعة المَصَادر الأوَّليَّة المتناوِلة للموضوع، إذ قدَّم كلُّ مصدرٍ رؤيتَه الخاصَّة تبعاً لمرجعيَّته وخلفيَّته الثَّقافيَّة والسِّياسيَّة، وتنحصر المحاولة في هذه الدِّراسة في فحص المَصَادر أو المُتون البَهلويِّة بوصفها أهمَّ المَصَادر المعاصِرة التي دُوِّنت في العراق، وعبَّرت عن وُجهة نظرٍ عامَّةٍ على الرَّغم من التَّفاوت النَّاتج في بعضٍ من الأحيان عن طول مدَّة حكم الدَّولة السَّاسانيَّة التي امتدَّ حكمها على الشَّرق على وجه العموم، والعراق على وجه الخصوص لأربعةِ قرونٍ متعاقِبَةٍ! ويُضاف إلى كلِّ ذلك تفاوتُ مَصَادرها في تقديم رؤيةٍ محدودةٍ وثابتةٍ عن التَّسمية.
لذلك، فإنَّ هذه الدِّراسة تنضَوِي ضِمنَ هذا المعنى في محاولةٍ منها لإعادة استيعاب مفهوم مرادفاتِ مُسمَّى العراق وتخومِه في حِقبةٍ تاريخيّةٍ تُصنَّف ضمن الحِقَب البرزخيَّة لشروعها الزَّمنيِّ قبيل ظهور الإسلام وامتدادِها حتَّى الإسلام المُبْكِر، وذلك من خلال فحص إحدى تلك المُدوَّنات (البَهلويَّة) بعد إعادة ترتيب عناصرها وقراءة بِنيتها النَّصِّيَّة وتفكيكِ نسيجها الدَّاخليِّ لإدراك مدلولاتها من خلال زجِّ مُجمَلِ العناصر في سياقها التَّاريخيِّ الذي تبلورت فيه؛ وذلك عبر سؤالين فرعيَّين:
ماهي تلك المُسَمَّيَاتُ؟ وماهي حدودُها الجَغرافيَّةُ في المُدوَّنَات البَهلويَّة السَّاسانيَّة؟ وهذا ما يمهِّد لسؤالٍ جوهريٍّ أساسيٍّ هو: ماهي المَرجِعيَّاتُ الثَّقافيَّةُ، والسِّياقاتُ الأيديولوجيَّةُ، والاستعاراتُ التَّاريخيَّةُ والإحيائيَّةُ التي ساهمت في صَوغ تلك العُنواناتِ وتَشَكِّلِها، والتَّعاطي معها بوصفها إشارةً رَمْزيَّةً وَمَعنويَّةً عن العراق؟!.

اترك رد