١٥ تموز ١٩٤٧ / ٣ رمضان ١٣٦٦ هج
بقلم
د. محمد عبد الهادي النويني
النجف الأشرف
٨ رمضان ١٤٤٣
١٠ نيسان ٢٠٢٢
نشرت مجلة العدل الإسلامي في عددها الرابع من السنة الثانية بالتاريخ اعلاه ، مقالآ قد القاه المرحوم المؤرخ الشيخ باقرالقرشي – رحمه الله ، في المجمع الأدبي لجمعية التحرير الثقافي .
و ما تجدر الإشارة اليه أن مجلة العدل الإسلامي من المجلات النجفية الصادرة في العهد الملكي و هي مجلة علمية أسبوعية أدبية، ثقافية جامعة ، أصدر صاحبها و رئيس تحريرها محمد رضا الكتبي عددها الأول بتأريخ ( ١٥ ربيع الثاني ١٣٦٥ هج) و صدر منها ٢٤ عددا لسنتين و ٥ أعداد من السنة الثالثة و توقفت عن الإصدار في رجب ١٣٦٨ / مايس ١٩٤٩ .
استعرض الشيخ القرشي رحمه الله في مقاله عن حياة الإمام الحسن عليه السلام بذكرى ولادته ليبلغنا دروسآ تربوية كم بحاجة لها الآن، و جاء فيه :(( في النصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة، وضعت فاطمة وليدها الأول وقد شوهدت في طلعته طلعة النبي الكريم، و عندما بشًر به جاء ليفرغ على وليده من آزره و عاضده في دعوته بعضآ من روحه و مبري ثمرة بنته الطاهرة التي هي أنجب بنات حواء فيفيض عليه شيئاً من مكرمات نفسة التي طبقت العالم بأسره- فنادى يا أسماء هاتني أبني فدفعته إليه في خرقة صفراء فرمى بها و قال الم أعهد إليكم أن تلفوا المولود في خرقة صفراء، فأذن في أذنه كما يؤذن للصلاة ، همسة رائعة آذن بها خير ولد آدم ليستقبل ولده عالم الوجود و بأسمى مافيه و أعلام لروحه قبل أن تتناولها درجات الحياة أن هذا مبدؤها و لأجله تكونت و أن تكون أنشودة حياته لا اله الا الله و التفت صلى الله عليه وآله الى أبيه فقال يا علي هل سميته؟ فقال ما كنت لأسبقك يا رسول الله، فسماه حسنآ – أجل ان عليآ لم يسبق رسول الله في جميع أقواله و أعماله حتى في تسمية ولده ، و في اليوم السابع حلق شعر وليده و تصدق بزنته فضة على المساكين و عق عنه بكبش و قد اخذه بتهذيب عميق و حمل له من الحب و التكريم ما يحمله الأباء الأبرار لأبنائهم فقد كان يحمله على عاتقه و يقول أيها الناس من يحبني فليحبه ……
و يختم مقاله بقوله….. كيف ينبغي السلوك في الدعوة و كيف تنجح دعوة المخلصين أجل ذلك هو الطريق الذي كان يسلكه النبي محمد في ارشاد الناس لطريق الحق و ليس بعجيب أن تنطوي هذه النفسية على هذه المكارم من الأخلاق بعد ان نعلم أنها تقلدت ميراث النبوة و محاسن تشريعات الرسالة فشبت عليها نفسه و نمى عليها عوده، فقد ذكر التاريخ أن فاطمة جاءت بولديها الى أبيها عند وفاته تسأله أن يورثهما فيجيبها الأب بكلمة ترن لها مسامع الدهر و تدوي لها أجواء الأثير قائلآ : أما حسن فقد ورثته هيبتي و سؤددي فكانت عاقبة ذلك أن يصبح رمزآ للكمال و مثالآ للأنسانية الكاملة و نبراسآ يقتدى به في السؤدد و عنوانآ للهيبة و الوقار).
و يشير القرشي رحمه الله في نهاية المقال اهم المصادر و كانت :
-حلية الأولياء
-تأريخ ابن كثير ج ٨
-ابن ابي الحديد ج ٤
رحمك الله سيدي آية الله المرحوم الشيخ باقرالقرشي و قدست نفسك الزكية
تبقى نبراسآ تربويآ نقتدي به