تزامنا مع ارتفاع تداعيات حجب لعبة البوبجي (صالح رضا) يفتتح معرضاً عن العاب الطفولة.

0 255

 

بقلم / إنعام العطيوي
تصوير / حسين المليجي

بعد تزايد وتيرة الخطابات الإعلامية على المستوى السياسي كنواب برلمانيين بإطلاق التصريحات وعقد الاجتماعات والتصويت على حجب الألعاب الالكترونية مثل (البوبجي، والحوت الأزرق) ومطالبات من العوائل الكريمة مساندة الدولة في الحفاظ على فلذات اكبادهم، ورفض الشارع العراقي من رواد هذه الألعاب، وكم التعليقات والانتقادات التي وردت على موقع وزارة الاتصالات للمطالبة بالرجوع عن هذا القرار، وتزايد رواد مقاهي الانترنيت للبحث عن برامج مانعة لحجب اللعبة.
وفي وسط هذه الأجواء المشحونة يظهر لنا الفنان (صالح رضا) من مدينة البرتقال وببساطة ريشته وأسلوبه السهل الممتنع ليفتتح معرضه الشخصي الثالث والعشرون داخل أروقة وزارة الثقافة في دائرة الفنون التشكيلية ليكون رداً ممنهجاً وثقافياً ومدروساً ليوحي للجمهور عن حقيقة وجود الألعاب الفكرية والجسدية على ارض الواقع للطفل.
واتسم المعرض ب 39 لوحة فنية جسدت لوحات تتحدث عن العاب الأطفال والتماسك المجتمعي بعيد عن الألعاب الالكترونية، ومتعة العنف والعالم الافتراضي.
لتحاكي هذه اللوحات متعة الحياة البسيطة في شوارعها القديمة، وتوثق العاب الطفولة، التي تمتزج بالنشاط والحركة الذهنية والبدنية للطفل ناهيك عن تأثيرها الايجابي على شخصية الطفل في غرز صفات التواصل الاجتماعي المرن مع الجيران والأسرة على ارض الواقع بعيد عن العالم الحروب الافتراضية التي نمت لديه غريزة القتال والوحشية والعنف والعزلة.
وقد تكون التفاتة صالح رضا عفوية في طرح عنوان معرضه الشخصي “أطفلنا اليوم” والتي لم يكن يضع في حسبانه هذه الثورة الفيسبوكية من رواد العاب العالم الافتراضي ضد حجب لعبة (البوبجي) إن معرضه جاء في توقيت كان بمثابة رد دبلماسي على كل الآراء التي ناهضت هذا الحجب للألعاب الالكترونية الضارة والمؤدية إلى الانتحار، أو جرائم القتل والعنف الأسري وتدمير صحة ونفسية الطفل وربما تتسبب بضعف البصر أو كثرة الانعزال وتلف في خلايا الدماغ أو التوحد.
أو قد تكون لوحات صالح رضا احد عناوين الرد لهجمة التعليقات على موقع وزارة الاتصالات والتي أدت إلى إعلان الوزارة بعدم استلامها أي كتاب رسمي من مجلس النواب العراقي حول حجب لعبة البوبجي وان القرار غير منفذ لحين صدور بيان رسمي.
ومن اللافت للانتباه إن لوحات الفنان التي تحدثت عن العاب الأطفال التراثية عند مشاهدتها من قبل المتلقي قد يحكم عليها للوهلة الأولى بالبساطة إلا إنها استخدمت في حالات العلاج النفسي للأطفال في مستشفيات ديالى للطفل لتساهم في الترويح عن الطفل وخروجه من حالات العزلة والاكتئاب ونسيان الشعور بالألم المرض.

اترك رد