هادي جلو مرعي
جميل أن تتحرك في أكثر من إتجاه، تتنقل بخطواتك من بقعة الى أخرى، أن تسد الثقوب التي تخرج منها أفاع وعقارب الطائفية التي تدفع سمومها في جسد الأمة، وتصيبه بالوهن.أن تجري نحو هذا الموضع لتطفأ حريقا، وأن تجري هناك غربا لتعين نازحا، وأن تذهب شرقا لتواسي من غرقت بيوتهم ومزارعهم في السيول المندفعة التي لاتتوقف إلا عند سداد الوحدة بين الذين يستهدفهم الموت بالحرب، أو بالغرق فينشدون أن تقف معهم وتواسيهم، وتصنع لهم قاربا من الأمل يعبر بهم المحنة.
يمكن أن تكون رئيسا للوقف السني، أو للوقف الشيعي، أو للوقف المسيحي، فيطوقك العنوان، ويتحول الى سجن وأغلال، لكن المهم كيف تتحرر، وتكون رئيسا للوقف الإنساني، وأن توقف ضميرك وعقلك وروحك لخدمة الناس البسطاء والمستضعفين في الأرض، ثم يوفقك الرب لتكون عنوانا من العناوين الكبيرة، فالمناصب تزول والأموال تنفد، والعمر يجري كما تقول (ثومة) في واحدة من روائعها، فلاتعود المكاسب تنفع سوى تلك التي أنصفت مظلوما، أو أشبعت جائعا، أو أعانت ضعيفا،أو أغاثت ملهوفا. أوليس نبي الرحمة من أكد على ذلك، لقضاء حوائج الناس خير من عامة الصلاة والصيام؟
دائما ماأنسى إسم رئيس مؤسسة، وعادة لاأهتم بمعرفته، ولكنني غالبا ماأسمع بإسم رئيس، وأراه يتحرك في أماكن عدة، لكنني لاأهتم كثيرا للسبب، وأنشغل بالمتحقق من الفوائد التي تعود على العوام المستضعفين الذين يسرقهم الساسة بالتواطيء مع رجال دين يبررون، أو يشاركون، أو يتغاضون، ولهذا فحين يتحرك رجل دين في مخيمات النازحين، أو على ضفاف الأهوار المتفجرة بالمياه بحثا عن المحتاجين للمعونة فذلك مثل يستحق أن يذكر.
الشيخ عبد اللطيف الهميم مثل شخصيات أخرى يجب أن تكون بعدد وافر في المستقبل من أجل العراق وشعبه الذي عاني الويلات والمرارات والحروب والعقد والأمراض الطائفية، فكلما كثر عدد الذين لديهم الإستعداد للتنازل والتسامح والتضحية، وتقديم المعونة لمن كانت حاجته إليها كبيرة دون النظر في مذهبه الفكري وطائفته والجغرافيا التي يقيم فيها ويعيش، يكون ممكنا حينها الشعور بأمل مضاعف بغد مشرق، وعلاقات متوازنة.
المقال السابق