سمير السعد
عقود من السنين والحضور المتميز وعلى أكثر من صعيد ، وفي ميادين التحدي والعطاء كانت مسيرة نقابة الصحفيين العراقيين التي شهدت نهوضا كبيرا ، وبعض الكبوات في العقود الماضية وعانت من تحديات ومصاعب وضغوط سياسية وإقتصادية وكانت في كل ذلك ملاذا للصحفيين المبدعين والأحرار والشجعان ، ومنذ تأسيسها المجيد وهي ترتقي لتكون علامة مميزة من علامات الكبرياء العراقي ، فهي خالدة وباقية رغم تغيرات الزمن وتبدل حكومات وظهور أفكار ونشوء حركات وتجمعات حيث بقيت سيدة الموقف والساحة والإختيار ، حتى وصلت عصرها الحالي الذي يجدر بي أن أسميه العصر الذهبي لنقابة الصحفيين ، وسأشرح لكم أسباب تأكيدي على ذلك وحرصي في الكتابة عنه والتباهي والتفاخر به الآن وغدا وفي كل وقت.
بعد العام 2003 ومع تعدد الإستقطاب وما واجهته نقابة الصحفبين من محاولات لتحجيمها وإضعافها وتأسيس كيانات هزيلة مدفوعة الثمن من جهات تناهض وحدة العراق وعروبته فأن نقابتنا صمدت وآثرت البقاء قوية في الميدان وجمعت شمل الصحفيين في مختلف المحافظات ، وكان نقيب الصحفيين العراقيين الأستاذ مؤيد اللامي في مستوى التحدي حين قرر أن يتفرغ بالكامل لخدمة الجهد الصحفي والإعلامي العراقي ويرفع من شأنه ويقوده الى العالمية بعد أن حظي بثقة العرب وفاز برئاسة إتحاد الصحفيين العرب الذي مقره القاهرة وعضوية مكتب رئاسة أتحاد الصحفيين الدولي ، وحضر مؤتمراته الإستثنائية في عواصم القرار الأوربي وسجل للعراق وجوده الذي يليق به وبشعبه وحضارته الفكرية وتضحياته من أجل أمة العرب والإنسانية جمعاء ومواجهته للتحديات الجسيمة والصعبة وخروجه زعيما ظافرا منتصرا شجاعا قويا مؤيدا عزيزا جامعا للشمل ومزدهيا بالفرح والإنتصار على الظلام .
حظي الصحفيون والإعلاميون في هذه الفترة الذهبية بأمتيازات عديدة تتعلق بالسكن من خلال تأمين أراضي لهم في مختلف المحافظات ، ودعم أسر الشهداء منهم وعلاج الجرحى والمرضى وتقديم المنح المالية وعقد الندوات والورش لتطوير مهاراتهم وقدراتهم ومشاركاتهم في فعاليات خارجية وتأمين رحلات جوية للمشاركة في دعم نشاطات وطنية ورياضية في الخارج ، وكان من أهم المنجزات تشريع قانون حماية الصحفيين ومنع الإعتداءات عليهم من أي جهة كانت ومراقبة ظروف عملهم وإشراف على علاج المرضى والعمل على تشريع قوانين الحماية لهم وتمكينهم من الوصول إلى المعلومة بكل يسر وسهولة إضافة الى كل ما من شأنه أن يضمن لهم العمل في ظروف ملائمة ، ما جعل نقابة الصحفيين العراقيين أقوى مؤسسة صحفية عربية مؤثرة ولها حضور دولي بارز .