ياحسرة عبد المهدي في البصرة

0 143

هادي جلو مرعي
زار رئيس الوزراء عادل عبد المهدي مدينة البصرة، وإعتمر غطاء رأس يقيه البرد ومعطفا اسود، وإستقل طائرة عسكرية أمريكية أوصلته الى مطار المدينة المنكوبة ليجول فيها ويطلع على بلاويها وماأصاب مؤسساتها من وهن وفساد وترد في الخدمات المقدمة لمواطنين ينتظرون أن يأكلوا ويشربوا من نتاج ثروات المدينة وعطائها الكبير قبل أن تختطف أياد كثيرة تلك الخيرات، وتترك البصريين يتظاهرون ويحرقون إطارات السيارات، وقد ملوا الوعود والعهود، ولم يروا لصبرهم من نتيجة.
عبد المهدي كما يقال ألغى مشاريع إستثمارية كبيرة تتعلق بالخدمات العامة أقرتها حكومة العبادي ، ومنها الخاصة بمياه الشرب إحدى أكبر معضلات البصرة الفيحاء التي تعاني من مشاكل في قطاعات أخرى كالكهرباء والصحة والتعليم والطرق والإتصالات وسواها مما يرتبط بمعاناة المواطنين مباشرة، ولابديل عنها مطلقا لكنها في العراق قد لاتتحقق أبدا.
حين نعطل منجزات، أو مشاريع طموحة قامت بها حكومة سبقت لأهداف مبهمة فإننا نعمل على تقويض جهود مؤسسة الحكومة ذاتها، فذلك ليس مقبولا لأن الدولة يجب أن تتمثل بوحدة موضوعية ليكون هناك إرث.فاغلب الدول التي أنهت علاقة مؤسساتها العريقة بمستقبلها عانت الفشل، وليس منطقيا أن تنهي كل صلة بالماضي لمجرد التخلص من إرث من كان يحكم.
البصرة في الواقع مدينة منكوبة، وهي بحاجة الى الإنقاذ، وهناك خطط وضعت من قبل حكومة العبادي، ومشاريع أقرت، وعلى حكومة عبد المهدي أن تتمها لا أن تكتمها وتلغيها.

اترك رد