قسمتنا سودة جدا

0 168

علاء دلي اللهيبي
كلما تغذت الروح بأمل جديد كلما ظهرت سحب سوداء تتخللها عواصف وأنواء ومصائب، وكنا نحسبها غيوم مقبلة بالخير، لكنها تأتي بكل شيء إلا الخير، وتتركنا نتحسر، ونتمنى أن تتغير الأمور الى ماهو أحسن وأفضل، ومايبشرنا بحياة رغيدة وهانئة ننعم فيها بالسلام بعيدا عن الحروب والخراب والدمار والمعاناة.
أشد وقعا على النفس، وأكثر إيذاءا لها حين تدار مؤسسات الدولة من أشخاص غير جديرين يأتي بهم فاسدون، أو متنفذون، أو أحزاب، أو مصالح فاسدة وشبهات ليتنعموا مؤقتا بحرام لايدوم، ويتحالفوا مع شياطين الفساد الذين ينخرون بجسد الدولة، ويقسمون المكاسب بينهم، وهي قسمة باطلة كما وصفها الرب الجليل في كتابه الكريم بقولة( إنها لقسمة ضيزى).
المؤسسات الحكومية إنما أنشأت لتعمل على خدمة الوطن والشعب، وإدارة شؤون البلاد والعباد، وهي تمثل علاقة تكاملية بين الحكومة بوصفها سلطة تنفيذية، والشركات والتجار والمقاولين والموظفين والمتعاقدين بوصفهم قطاعا عاما وقطاعا خاصا أيضا، لكن أن يتسلط المسؤول، ويحول الدائرة والوزارة الى مول للتسوق ، أو مكان لنهب المال العام، وتمشية معاملات ومصالح أصحاب النفوذ، ومن يمتلكون القدرات والسطوة فهذا هو الفساد، بل الخراب في بلد هو ضحية الحروب والحصارات والتدخلات الخارجية والمنافسة السياسية والمحاصصة التي أكلت الأخضر واليابس، وعطلت مصلحة الدولة والشعب، وحصرت مواردها في خدمة اشخاص وأحزاب ومتنفذين لايهتمون للوطن ولمستقبل الشعب، بل جل إهتمامهم هو تحقيق مكاسب ذاتية لهم ولأسرهم، ومنهم من يمتلك أكثر من جنسية، وقد يغادر بمانهب الى دولة أخرى دون أن يلتفت الى وطن سبب له الأذى، وحطم شعبه وكأنه عدو حاقد حسود، وليس من ابناء هذا الوطن حتى إن لديه الإستعداد لأن يرى الآلاف يموتون جوعا، بينما هو يتنعم بوحشية لانظير لها ولاشبيه.فلله در العراق وشعبه.وأعانه الرب على قسمته السودة.

اترك رد