تروي الأسطورة أن الجيش الاغريقي حاصر مدينة طروادة مدة عشر سنوات دون ان يتمكن من دخولها ، فابتدع الإغريق حيلة جديدة ، تمثل بصنع حصان خشبي اجوف وضخم الحجم ، بناه (إبيوس) وملئه بالمحاربين الإغريق بقيادة أوديسيوس، أما بقية الجيش فظهر كأنه رحل بينما في الواقع كان يختبئ في مكان آخر ، وقبل الطرواديون الحصان على أنه عرض سلام وقام جاسوس إغريقي، اسمه سينون ، بإقناع الطرواديين بأن الحصان هدية ، وبالرغم من تحذيرات اتباع الملك المخلصين ، الا إن الملك أمرَ بإدخاله إلى المدينة في احتفال كبير معتقدين بأن الحصار قد رفع ، وبحلول الليل خرج الإغريق من جوف الحصان وانتشرو الى داخل المدينة ، ففتح المحاربون الإغريق بوابات المدينة للسماح لبقية الجيش بدخولها ، فٲستحلت المدينة و نهبت بلا رحمة ، وقتل كل الرجال، وأخذ بقية السكان كعبيد…
لم تروى الروايات والاساطير التأريخية الا لتكون عبرة للاجيال عسى ولعله يتعضون منها…وما اشبه حالنا اليوم بحال طروادة ،
اذ نمر هذه الايام بمرحلتين ، مرحلة ما بعد الحصار الذي فرضه اعداء الداخل والخارج على اقليم كوردستان وبالتحديد على الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، و مرحلة ما بعد خيانة السادس عشر من اكتوبر و مابعد الانتخابات التي اثبتت نتائجها ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني هو بمثابة مدينة طروادة العصية الاختراق والعصية الاحتلال رغم تكالب مختلف الجهات الدولية والمحلية عليه…
وبعد عجز تلك الجهات بدء يلوح في الافق رائحة خطط خبيثة لضرب هذه القلعة العصية من خلال لجوء الاعداء الى الخطة القديمة الحديثة المعروفة بحصان طروادة ولكن هذه المرة تحت مسمى اعادة وحدة الصف الوطني ومحاولتهم اقناع الحزب الديمقراطي بالتنازل عن استحقاقاته الانتخابية والتنازل عن مناصب مهمة في الدولة العراقية لصالح تلك الجهات بذريعة المحافظة وحدة الصف رغم ان تجربة مابعد انتخابات 2014 اثبتت فشلها إذ أن الاحزاب التي تم منحها مناصب من حصة الحزب الديمقراطي الكوردستاني استغلتها ضد مصالح كوردستان العليا…واللبيب يكفيه الاشارة .
جلال شيخ علي