غدة سرطانية في جسد بغداد

هادي جلو مرعي
تمتد الخضراء وهي مساحة من الأرض على جانبي دجلة، ومن الوهم القول: إنها في جانب الكرخ فقط، فقطع الجسر المعلق يعني غلق جزء من جانب الرصافة شرق نهر دجلة، وتعطيل الحركة في الكرادة الشرقية التي ماتت فيها حركة الإقتصاد والحياة.
المنطقة الخضراء هي الغدة السرطانية في جسد بغداد، وللأسف فإنها إمتدت لتصيب أجزاءا من ذلك الجسد الذي صار مهما أن تجرى له عملية جراحية عاجلة. فالسرطان حين يستمر لخمسة عشر عاما يهلك الجسد ويميته. وبغداد لاتحتمل ذلك، ولاتقوى عليه، ومهم جدا أن يتم إستئصال الغدة السرطانية، وتنظيف الجسد، وإعادته الى الحياة الطبيعية.
المنطقة الخضراء ليست جديدة على بغداد، فهي موجودة منذ القدم، وفيها بيوت وعقارات مملوكة لمواطنين، كما إنها تضم مؤسسات حكومية، ومجمعات سكنية ومستشفيات ومطاعم ومساجد، وحتى أضرحة لأولياء صالحين، شارك في إحتلالها الجيش الأمريكي الذي تركها لسفارة هي الأكبر في الشرق الأوسط، الى جانب قوى سياسية عراقية، ومتنفذين، وشركات أمن.
ليس قرارا عاديا فتح الخضراء، وليس عاديا أن يتم إعادة الجسر المعلق ليكون معبرا بين جانبي المدينة، وليس عاديا أن يتمكن المواطنون من المرور فيها بسياراتهم، والإستمتاع بمناظرها فهي على اية حال منطقة مميزة، وتحتفظ بجمال خلاب لوجود أشجار، ومساحات خضراء، ونصب تذكارية، ومسارح وساحات للعروض العسكرية، وتشغل نسبة ليست بالهينة من مجمل مساحة العاصمة، خاصة وإنها تتصل بأحياء بغداد الغربية والجنوبية والشرقية والشمالية بجسور وشوارع سريعة وأنفاق، ويمكن أن تساهم في خلق بيئة إستثمارية تتيح للعاصمة أن تتألق أكثر.
ونعود لنغني
أهلا بغداد حبيبتنا
أهلا بعروس الحرية
بالمجد نحيي أخوتنا
بحروف الحب القلبية