هادي جلو مرعي
يبدو تصريح رئيس الحكومة الذي إنتقد فيه أداء شبكة الإعلام العراقي إفتراءا ذكيا يلقي بالمسؤولية على عاتق الضحايا، ويظهر الجلاد بريئا، وكان يجدر برئيس الوزراء عادل عبد المهدي أن يقول العبارات التالية ليكون منصفا، ويبعث بإشارات تتيح لنا الثقة بسلوك حكومي مختلف يحرر شبكة الإعلام والضحايا العاملين فيها من جبروت وقهر السلطة التي تفرض طريقة عمل حزبية ومقننة الى الحد الذي يجعل العامل في الشبكة يتوهم إنه ليس بصحفي، بل يعمل في مديرية التعبئة والتوجيه المعنوي التي تحرس السلطة بالتسلط على الصحافة.
خانت السيد عبد المهدي درايته فتحول الى إتجاه آخر، وكنت أتمنى لو إنه حذا حذو العبادي الذي بدأ عهده بإلغاء مذكرات توقيف ضد صحفيين صدرت في آخر إيام المالكي، ولكنه كان يشير الى إن شبكة الإعلام تعمل لحساب آخرين، وآن الأوان لتعمل لحساب الحكام الجدد الذين في السلطة ومن يدعمهم، فالعاملون في الشبكة لاذنب لهم في مايجري والمتعلق حصرا بالسياسة العامة الإعلامية، وليس بقضايا أخرى كشبهات الفساد، والخلل لأن الشبكة مولت من المال العام، ولها قانون يحكمها، ولكنها كانت ضحية لرؤساء حكومات ووزراء ومكاتب إعلامية ونواب وأصحاب نفوذ وهيمنة الذي يضغطون في أكثر من وجهة جعلت العاملين في الشبكة يعيشون حال قلق مزمن خشية من النقد والتهديد والوعيد.
كنت اتمنى لو أن رئيس الوزراء قال للعاملين في شبكة الإعلام العراقي: أعدكم أنكم لن تتعرضوا لإرهاب السلطة ثانية، وإن هناك عهدا جديدا ستعيشونه وحرية ستكون متاحة دون أن نغفل الحاجة الى قرارات جريئة لإصلاح المؤسسة الأكبر في العراق، والتي نريد لها أن تعبر عن وجهة نظر العراق في قضايا السياسة والإقتصاد والعلاقات الدولية ونوع الحياة في هذا البلد… العاملون في شبكة الإعلام ليسوا في مأمن من سلوك السلطة لأنها في النهاية عرضة لأشكال من الضغوط قد لاتتحملها، ولن تعمل في ظلها.الشبكة بحاجة الى حرية ومهنية وإنفتاح..
المقال السابق