زيارة الاربعين..  خط صراع، وابراز قوة

0 246

 

حيدر الرماحي

ربما يقرا البعض ان زيارة الامام الحسين(ع) وبالذات زيارة الاربعين تؤدي ابعادا دينية على مستوى الفرد وتمثل بعدا روحيا لا اثر له على الارض.  وهذا ما. يحاول البعض اثارته ضد الاربعين ونشهد بين الحين والاخر تتعالى بعض الاصوات..

فكيف لزيارة الاربعين ان تكون درعا حصينا ضد مخططات الغزو الثقافي والعسكري؟

تمثل الثقافة الاسلامية (وبالذات الفكر المتمرد ضد الاستعباد والتسلط)  خطرا على اهداف المستكبرين والمتسلطين على مقدرات الامم ، وقد راهن اعداﺀ الامة الاسلامیة والشيعة بالخصوص على تغيير معالم واهداف الزيارة الاربعينية شعورا منهم بحقيقة اهمية هذه المناسبة من حيث تمكنها من ترتيب الصف الشيعي بصورة مستمرة من جهة، ومن جهة اخرى مقدرتها على كسر الحدود لتهيئ اجواء التواصل المباشر باختلاف الثقافات والمستويات، وتوحيد الرؤية باهداف معلنة واضحة مفادها العصيان ضد الاستكبار والظلم ومواجهة الارهاب.

ان ما اثارني لكتابة هذه الاسطر هو عملية التحدي الفكري الذي احيانا نغفله خصوصا حينما تبهرنا تلك الصورة الكبيرة لاجتماع الملايين من البشر لاحياء هذه الذكرى العظيمة، منذ ان ظهرت هذه المناسبة واصبحت مؤثرة على جميع الاصعدة السياسية منها والاجتماعية والثقافية والامنية ..والخ.
وساوضح بعضا مما اشرت له بصورة عامة لتكون الصورة واضحة بشكل اكبر، وربما يعارضني البعض حينما اقول ان احداث البصرة الاخيرة من حرق وانفلات امني والتعرض للقنصلية الايرانية ، كان يراد لها ايجاد الفرقة لتصب اثرها باتجاه اثارة الصف الشيعي، وحرف تاثير الزيارة في هذا العام من الايجاب الى السلب، وبالفعل كان يقرا المراقبون تخوفا حقيقيا من ان تثار بعض الازمات بين الزائرين فينقلب الموقف!  وربما تَتَرجم لي هذا القلق في بعض الجلسات الخاصة مع بعض القادة والمفكرين مع طراف عديدة.

ومالذي حدث بعد ذلك المخطط الكبير؟
وانا اسير بين الذاهبين سيرا الى كربلاء لاداء زيارة الاربعين شاهدت صورا وشعارات عظيمة جاءت عفوية لتعطي الاجابة الصريحة بالانتصار على ما خُطِط له فشعار (حب الحسين يجمعنا)  كان ملفتا لي كثيرا حيث يحمله الزائرون على صدورهم بفخر، وكذلك صورا تحمل الاعلام العراقية والايرانية من كلا الجانبين وعلى المستوى الشعبي تشير الى ان هناك ارتباطا وطاقة عظيمة اكبر مما يتوقعه الكثير ولن تستطيع السياسات الجائرة ان تقطعه او تحد منه.

وفي اثارات عديدة اثيرت من قبل البعض قسم منهم يمثل اتجاهات سياسية وحتى دينية وبدعوات علنية مغرضة تحاول التشكيك باصل القضية من جانب وتطلق افكار لتساهم بحرف المسيرة تلك من جانب اخر، وعرضها على انها تنهك الدولة وتمثل خسارة مادية!
لكن الواقع وكانهم يتجاهلون المردودات الاخرى حيث ان هذه الزيارة اذا ما تحدثنا عن الجانب المادي فانها تدر على العراق الخيرات الواسعة من مبالغ سمة الدخول الى تنشيط حركة التجارة وتنشيط قطاع النقل وغير ذلك، هذا فضلا عن المردودات السياسية والاجتماعية،علاوة على ذلك ارسال رسالة قدرة العراق والشيعة على التعايش السلمي بمختلف الثقافات بالاضافة انها تمثل رسالة تعكس الاستقرار الامني والسياسي في العراق للعالم.
وهكذا هي الصورة ..
ففي الاربعين تتجلى جميع الصور التي عجزت السياسية من ان ترسم جزء منها ولو بسيطا ..

فذلك الشاب من ابناء السنة!  الذي التقيته يخدم في احد المواكب يحدثني عن حبه للحسين(ع) وعن حجم امنياته بقبول خدمته عند الامام(ع) ويحدثني عن الوحدة والمبادئ..

وصور ذاك الكندي والامريكي والالماني والتركي الذين جذبهم الحسين ليقفوا في كربلاء معلنين تضامنهم مع المبادئ الحقة.

هذه المشاهدات السريعة ربما تعودنا عليها لكنها بالتاكيد هي محل اهتمام المراقبين ومحطة لجذب الانظار والقلوب.

واعتقد اننا كـ (عراقيين)  وكـ (شيعة)   مقبلين على انفتاح عالمي ودولي كبير يدعونا للتخطيط له فكريا ودينيا وحتى سياسيا.

اترك رد