هادي جلو مرعي
فتح السيد المكلف بتشكيل الحكومة العراقية المقبلة عادل عبد المهدي موقعا ألكترونيا يستقبل فيه طلبات الترشيح لمناصب عليا في الدولة العراقية لتكون كابينته الحكومية المقبلة ألكترونية بالكامل. ولكن هذا ليس مرجحا تماما لإعتبارات لايجهلها السيد المكلف، بل يعرفها تماما، وربما يريد الإستعراض بها بذات الطريقة التي يتعامل من خلالها مع خصومه السياسيين حين يضايقونه فيشهر في وجوههم ورقة الإستقالة المباركة.
مايزال العراق هو ذات العراق المحطم الذي عرفه عبد المهدي بعد 2003، ومايزال الفاعلون السياسيون والكبار الدينيون والسياسيون الذي عمل بمعيتهم، أو تحت ظلهم هم هم لم يتغيروا اللهم إلا في بعض الإستثناءات حين غيب الموت بعضا منهم لأسباب خارجة عن إرادة الموت. ومايزال الفاسدون الذين يديرون العملية السياسية هم ذاتهم لم يتغيروا بيدهم أمور كل شيء، ويحتكم إليهم الخاص والعام من الرعية، ولايخرج عن إرادتهم الصغير والكبير، والكل في دائرة نفوذهم لايغادرها، هولاء هم من يختارون رئيس الوزراء، وهو مكلف بتلبية مطالبهم قبل أن يكون مكلفا بتشكيل الحكومة، فهولاء عبارة عن أحزاب كبرى ومافيات وشخصيات لامناص من القبول بهيمنتها، فالفساد يضرب العراق، وقد دخل في دائرته الملايين من كبار الموظفين وصغارهم، وزعماء المافيات الحزبية، والزعامات الكبرى، وممثلو الأحزاب والقوى السياسية، والمسيطرين على دوائر القرار في مؤسسات الحكومة، وكل من لديه منصب رسمي وغير رسمي ومنهم رؤساء منظمات وتجار وأصحاب مصارف ومقاولون ومافيويون متنفذون.
السيد عبد المهدي سيضطر لاحقا للقبول بمبدأ النزول عند خيارات الكبار حتى وإن تظاهر بغير ذلك، ومن هذه الخيارات أن يقدم له أكثر من إسم، وعليه أن يختار واحدا منها، وهي لعبة مكشوفة، فالواحد والثلاثة هم ممثلون لحزب، وينفذون أجنداته ويلبون طلباته، ويسهرون على مصالحه، وبه يتقوون، ويتحكمون، ويرهبون سواهم، وعلى أساس تبادل المنفعة بين الفرد والمجموع الحزبي والزعاماتي الذي لايمكن أن يقبل بغير أن تعود إليه الأمور، ويقرر بشأنها مايريد، ومايلبي له مصالحه العليا التي تعودها منذ 2003 عام التيه الأكبر.
تعود شيعة العراق حين تصادفهم ذكرى عاشوراء أن يؤجلوا أفراحهم ومناسباتهم السعيدة الى موعد محدد يسمونه ( فرحة الزهرة ) وهي مناسبة تأتي بعد أسابيع قليلة من أربعينية الحسين سيد شباب أهل الجنة، وهم اليوم مطالبون بإنتظار أن تتحقق وعود السياسيين الذين لايمكن أن يفوا بالوعود، ستأتي فرحة الزهرة ولكن من الصعب إحتمال أن تكتمل الفرحة بتغيير أوضاع هذ البلد البائس.