إحدى الولايات الأمريكيّة تحتضن شبّاكاً شبيهاً لشبّاك ضريح أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) فما هي قصته
أينما يمّمتَ وجهك فثمّة شاهدٌ لأبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، وحيثما رمقت بطرفك شعشع نورُ أبي الفضل، ومهما استنشقت من هواء هذه الدنيا أخذ بمجامع فؤادك عبقُ أبي الفضل، نعم.. هذا حالُ عشّاق أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) في مدينة برتن التابعة لولاية مريلاند الأمريكيّة، اجتمعوا من أقطارٍ شتّى ومن جنسيّاتٍ متعدّدة، أجبرتهم ظروفُ الحياة الى الهجرة لها لكنّهم لم يهجروا حبّهم وعشقهم لمعشوقهم الأبديّ قمر بني هاشم(سلام الله عليه)، فترجموا هذا الحبّ والولاء الى عمل شبّاكٍ شبيهٍ للشبّاك الأصليّ، يشبهه لحدٍّ كبير وبنفس قياساته ونقوشه، ليكون مهوىً لقلوبهم الوالهة وباباً يطرقونه عند نزول المحن والشدائد بهم، وكيف لا وهو بابُ الحوائج الى الله تعالى.
وفدُ العتبتين المقدّستين وأثناء تواجده هناك من أجل المشاركة في المؤتمر البحثيّ الأوّل الذي يُقام في مبنى الأمم المتّحدة برعايتهما، كانت له جولاتٌ في عددٍ من الحسينيّات والمراكز والمؤسّسات الإسلاميّة في المدن القريبة من ولاية نيويورك، فكانت له زيارة الى الحسينيّة الجعفريّة التي تضمّ هذا الشبّاك الشبيه الذي تفاجأ الوفدُ بتصميمه وتنفيذه، وهذا ما حدا بشبكة الكفيل العالميّة التي رافقت الجولة أن تلتقي برئيس لجنة المتولّين في الحسينيّة الدكتور برويز شاه الذي تحدّث قائلاً: “تمّ تشييد هذه الحسينيّة المباركة عام (1983) على مساحةٍ تقدّر بـ(10 هكتارات)، وفي حينها كان عددُ الجالية المسلمة ليس عددُها اليوم، وسنةً بعد أخرى بدأت تتطوّر عمرانيّاً بما يتلاءم مع الزيادة التي أغلبها من الجالية المسلمة الباكستانيّة، ولتعلّق المحبّين والموالين لأئمّة أهل البيت(عليهم السلام) بأبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، ولأنّه بابٌ من أبواب الإمام الحسين(سلام الله عليه) ولمكانته عنده، طرحت فكرة تخصيص مساحة من الحسينيّة بنفس مساحة الحرم الطاهر لأبي الفضل العبّاس(عليه السلام) ليوضع في وسطها شبّاكٌ شبيهٌ لشبّاكه المشرّف، وبالفعل تمّت الاستعانة بخبراء مختصّين بهذا المجال، واحتُسبت القياسات وأُخذت الرموز والنقوش وباقي الأجزاء الأخرى، لتتمّ المباشرة بصناعته في باكستان، حتى أصبح مَعلَماً يُزار من قبل كلّ ملهوفٍ ومشتاقٍ لزيارة قمر العشيرة(عليه السلام)”.
مبيّناً: “أغلب الجالية المسلمة هنا يصعب عليها الذهاب لزيارة عتبات كربلاء المقدّسة، لكن هذا المكان أسهم في تبريد شيءٍ من حمى شوقهم، وإنّ السبب في اختيار شبّاك أبي الفضل(عليه السلام) لأنّه بابٌ من أبواب الإمام الحسين(عليه السلام) وزيارته هي زيارةٌ له، ويقصد هذ المَعلَم المئاتُ من الجالية المسلمة وباقي الديانات كذلك”.
وتابع شاه: “اليوم قد اكتملت الصورة الولائيّة لهذا المكان بوضع راية قبّة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) التي جلبَها رسُلُه الينا، فشكراً لهم ولسعيهم هذا”.