إنطلاق فعاليات مهرجان الغدير السنوي السابع في رحاب مرقد المولى أمير المؤمنين (عليه السلام)

0 128
انطلقت في رحاب مرقد أمير المؤمنين ( عليه السلام) فعاليات مهرجان الغدير السنوي السابع والذي تقيمه الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة ابتهاجاً بحلول الذكرى العطرة ليوم الغدير الأغر ، بحضور جمع من مسؤولي وممثلي الأمانات العامة للعتبات المقدسة والمزارات الشريفة ومكاتب مراجع الدين العظام، ونخبة من أساتذة وطلبة الحوزة العلمية المباركة،والأكاديميين والإعلاميين والصحفيين العاملين في محافظة النجف الأشرف ، مع جمع غفير من الزائرين الكرام.
وافتتحت فعاليات المهرجان بآىٍ من الذكر الحكيم تلاها على أسماع الحاضرين الشيخ شبر معلة ، ثم ألقى الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة المهندس يوسف الشيخ راضي كلمة الأمانة العامة التي استهلها بقوله :” أما بعد قال تعالى في محكم كتابه العزيز:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)، ثم جاءت الآية الكريمة :(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) ، ومن معطيات الآيتين وظروف حادثة الغدير يظهر بأن هناك حدثاً عظيما بدونه لا يكتمل الدين وهذا الحدث أعلن عنه في ذلك اليوم ، وهنا يرد السؤال ، ما كينونة يوم الغدير؟.
وأضاف الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة ” يوم الغدير حكومة الله التي يصل بها الإنسان الذي هو غاية الوجود وعلته الى كماله لذا سمي في عالم الملكوت بيوم الميثاق والعهد المعهود “.
وتابع المهندس آل راضي” وجاءت الرسالات السماوية لتكون الطريق الممهد والمرشد لهذه الحكومة حيث وصلت الى غاية كمالها برسالة سيد الخلق أجمعين محمد ( صلى الله عليه وآله) فأبلغها الى الناس وفصلها لتكون المرشد التام في طريق الكمال الإنساني ولإكمال تحقق الهدف فجاءت حادثة الغدير الواقعية سنة (10 ) للهجرة من أعظم  الوقائع حيث بها أعلنت مسيرة الخلود المتمثلة بالإمامة على يد أعلى الخلق الله مرتبة بعد رسوله ( صلى الله عليه وآله)، وهو سيد الوصيين وإمام المتقين علي أمير المؤمنين ( عليه السلام) وكونه الصراط المستقيم الذي لا يحيد الحق عنه تخلف الناس عنه واختلفوا فيه وكان أعظم مصداقاً لآية النبأ العظيم، وكلما زاد الناس اختلافاً بتقادم الزمن يزداد تحقق المصداق في كون الآية الكريمة دالةً على حِجيته وإمامته ويستمر نور الغدير بهذا المفهوم توهجا في كل زمان من خلال تنصيب إمام ذلك الزمان ويكتمل نوره تحققاً لتظهره الإرادة الإلهية مكتملةً في عصر ظهور إمامنا المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف) ليظهر الدين كله وكفى بالله شهيدا ليصل الإنسان إلى الكمال المنشود في دولته الكريمة وتكتمل حكومة الله في أرضه “.
وأكد المهندس آل راضي في كلمته ” ومن هنا ارتأت العتبة العلوية المقدسة أن تشعل شمعة جديدة من ذلك النور ليظهر مهرجانها السنوي السابع احتفاء ً بذكرى يوم الغدير الأغر، وها نحن اليوم نبدأ المهرجان بهذه الاحتفالية المتواضعة ونحمد الله تعالى الذي عرّفنا فضل هذا اليوم وبصّرنا حرمته وكرّمنا به وشرّفنا بمعرفته وهدانا بنوره “.
ثم كانت الكلمة لرئيس ديوان الوقف الشيعي السيد علاء الموسوي ، ألقاها نيابة عنه الشيخ الدكتور حيدر السهلاني، والتي أشار فيها، الى أن ” مضمون حديث الغدير لم يكن مفاجئاً للكثير من الأنصار والمهاجرين الذين سمعوا من النبي مرارا وتكرارا تأكيده على خلافة علي وولايته على المؤمنين من بعده في عشرات الأحاديث والتصريحات في شتى المناسبات”.
وأكد السهلاني، إن ” عظمة هذا اليوم وما جرى فيه وما صدر من نبي الإسلام  في حق علي عليه السلام وأهل بيته أمر لا يختلف عليه مسلمان، وهو مما يعترف به المخالف والمؤالف”.
وشدد بقوله ، إن ” ما تعاني منه الأمة المسلمة اليوم ما هو إلا نتيجة طبيعية للإعراض عن أوامر الله وبيان الرسول في حق أهل البيت وأمير المؤمنين عليهم السلام وما يقع على عواتقنا اليوم واجب ديني مؤكد، هو المحافظة على الحقيقة والدفاع عنها وإبلاغها إلى الأجيال المتعاقبة جيلا بعد جيل وعدم السماح بتحريفها وطمسها كما هو ديدن الظالمين الذين لا يستقيم أمرهم الا بالكذب والتحريف، ولقد بذل علماؤنا على مر الدهور والى يومنا هذا جهودا جبارة للحفاظ على حقيقة الغدير وقد ألّفوا في ذلك مئات الكتب والمجاميع والموسوعات”.
ثم كانت الكلمة لسماحة السيد محمد علي بحر العلوم أكد فيها إلى أنه ” منذ بداية البعثة النبوية الشريفة والروايات تتوالى منقبة بعد منقبة وفضيلة بعد فضيلة في ذكر فضل علي بن أبي طالب وكان الغدير خاتمة هذه المقامات التي تمتاز عن تلك الروايات بأن تكون حجة على جميع المسلمين ، إذ إن النبي الأكرم ( صلوات الله عليه وآله الطاهرين) قد أخذ ولايته من الناس ثم بعد ذلك أخذ ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام) منهم، وهو بذلك اعترافٌ وتسليمٌ من جميع المسلمين، حتى لا يكون بعد ذلك عذرا لمعتذر “.
وقال السيد بحر العلوم ” ويبقى الغدير مناسبة نجدد فيها الانتماء والولاء لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام) وإمامته والتي تكون نتيجتها مقام حب الله (عز وجل) لنا ، وهو المقام الذي يريد الله (تعالى) منّا وهي المعادلة التي تبقى على مر الزمان، وهذا الواجب الملقى على عاتق الجميع ببيعتهم لأمير المؤمنين ( عليه السلام) وهي بيعة لإمامنا الحاضر وهو الإمام الحجة المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف)”.
وأكد بحر العلوم” ومن خصائص هذا اليوم ، المؤآخاة والمصافات بين أتباع علي بن أبي طالب ، وذلك حتى لا ندع أي مجال لمن يريد أن يفتح ثغرة من هذه العلقة المتينة وينبغي علينا أن نقوم بتقوية الانتماء والوحدة فيما بيننا وأن تكون قلوبنا على بعضنا البعض وأن نستشعر آلام بعضنا البعض وهذه أخلاق أتباع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام)”.
وختم السيد بحر العلوم كلمته بقوله ” اليوم يتوجه الجميع بأنظارهم إلى النجف الأشرف .. إلى المرجعية الدينية لأنها خط أمير المؤمنين ( عليه السلام) الذي ينشر المحبة والسلام في الأرض وينبغي على الجميع أن يتحمل هذه المسؤولية ويراعيها حق رعايتها لتكون الأجيال شاهدة على ذلك “.
ثم كان الدور للدكتور عبد الحسن العبودي بقصيدته في هذه المناسبة العطرة والتي ذكر مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام) ، وبعد ذلك كان دور فرقة إنشاد العتبة العلوية المقدسة التي أنشدت في حب أمير المؤمنين ( عليه السلام) بهذا اليوم العظيم .
اترك رد