بقلم / فراس الحمداني
لا يخفى علينا جميعا” ان البلد ومنذ عقدين من الزمن يغرق في بحر الفساد والمفسدين والذين بدورهم يتجددون ويتلونون كالحرباء في كل مرحلة وحقبة زمنية ابان فترات التغيير ..
و قد ينبري علينا في هذه اللحظات من يريد المزايدة محاولا” الايهام ببعض الصور الايجابية التي لا ننكرها بقدر ما نعلم ان قريناتها السلبية لاتزال موجودة بأضعاف مضاعفة .. ولذلك .. هنا لابد لنا ان نقف قليلا”عند مقولة الفيلسوف الفرنسي (ميشال فوكو) والتي مفادها ” ان انتصار الفرد على نفسه في مواجهة رغباته واحساساته هو الانتصار الحقيقي ولا يتحقق ذلك بالقضاء على تلك الرغبات بقدر ما يكون السيطرة عليها والحد منها قدر المُستطاع ”
فلو طبقنا هذه الفرضية في ظل شهر رمضان المبارك و بالاستناد على ما جاء فيه من شروط وضوابط تهذيبية للنفس البشرية .. لو طبقناها على واقعنا المزري في ساحة الفاسدين .. لوجدنا الكثير منهم ينسلخون من جلودهم ويلبسون جلود اخرى ويجددون اقنعتهم وفقا” لمقتضيات المرحلة .. مكللين بالادعاء الكاذب والزيف المقيت .. ذلك لانهم ببساطة لا يستطيعون كبح جماح رغباتهم ولا السيطرة عليها حتى في ظل تكبيل الشياطين في هذا الشهر الفضيل حيث تبقى نفوسهم الامارة بالسوء عندهم هي المنتصرة دائما” .. نعم قد يصومون عن الطعام ويصلون الليل والنهار ويحاولون تغيير المبرهنة التي تنتج عن الفرضية اعلاه بصور قد يقتنع بها البسطاء او السذج .. ولكن صومهم وصلاتهم لا تتعدى ما يقنعون به انفسهم .. ذلك انهم يواصلون ظلمهم وطغيانهم وفسادهم بأساليب لا تخطر حتى على بال الشيطان نفسه .. حيث يسوقون للاستحواذ وللرشوة بطرق فنية تستحق ان يتعلم منها مدرب المنتخب العراقي (كاساس) في تبديلات ما بين الشوطين وتغيير مجرى اللعب .. ويظهرون الوجوه والاقنعة بطريقة تفوق الجوكر في قناع المهرج ! .. ولعل قضية استحقاق الصحفيين للاراضي السكنية خير دليل .. وحسبنا الله ونعم الوكيل .