بقلم / فراس الحمداني
بالبداية اود ان اوضح انني بمقالي هذا لا انتقد احد دون سواه ولا انتقص من مجموعة دون اخرى بل اتحدث عن حالة بالعموم الذي لا استثني نفسي منها.
دائما” هناك فكرة حاضرة مفادها أن الانسان في كينونته النفسية ساع بشكل دائم ومستمر الى التوجهات الانسجامية التي تحقق له توافق ارائه ومواقفه مع ذاته وشخصيته وبنيته النفسية وانه _اي الانسان_ يواصل معارضته ومقاومته لجميع الامور المكللة بما لا يتوافق ويتفق مع بناىه المعرفي.. او الاعتقادي..
وغالبا” ما نجد الكثير الكثير من الافراد بالمجتمع والذين قد يشكلون الغالبية العظمى منه يسعون للحفاظ على توازنهم النفسي ويبذلون جهود كبيرة في سبيل ذلك عبر جعل هذه العناصر تكثر توافقا”.
ولعل الحالة الدفاعية المتمثلة بالتنافر لدى الفرد قد تكون هي ذاتها حافزه لتغيير ارائه وسلوكياته… وهناك من يذهب الى الغاء التناقض او التقليل من حدتها حين يقوم بتبني الجديد بعد الاستغناء عن القديم او انه يقوم بابتكار حالة انسجام من نوع اخر تنضوي على تعمد تجاهل ما هو بمحتوى العناصر غير المنطقية بحسب تصنيفه وبحسب الخطوط الحمراء والحدود التي يرسمها حارس بوابته ولمن يرغب الخوض اكثر في غمار التنافر المعرفي فليطلع على دراسة ونظرية ( ليون فستينجر ) بهذا الشان والتي كان ابرز ما توقفت عنده فيها مقولة مفادها ( كلما تعارض الفرد بقوله وقراره الشخصي زاد التنافر وكلما زادت قوة التنافر سعى الفرد تبرير ذلك رغم معارضته الداخلية له) ١.
فهذا هو بالضبط ما يحدث لنا كصحفيين ( بالغالب ) حين ياتي الحديث عن حقوقنا المشروعة والتي نكون فيها بحالة عجيبة غريبة حين نطالب بها بقوة ثم فجأة نتلعثم في ذكر من يقف ضدها ويضع المعوقات امامها بالوقت الذي نكون فيه بأحوج ما نكون الى ما تسمى بالتاءات الثلاث _ التوعية _ التشريع _ التتبع… وتضاف اليها عناصر المصالحة الذاتية والشجاعة المهنية المهذبة البعيدة عن المجاملات والمزايدات والمحسوبيات.. ولو عدنا لنقطة الصفر عند البداية منذ ما يقارب عقدين من الزمن لكنا ( كصحفيين ) قد نلنا حقوقنا منذ زمن طويل .. ولكن…….. ؟
وللحديث بقية.
اللهم اني بلغت .. اللهم فاشهد.