افتتح مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي بنسخته (16) ممثل السيستاني يدعو لإدامة روح الولاء والطاعة والمحبة للمرجعية الدينية
دعا المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الى إدامة روح الولاء والطاعة والمحبة للمرجعية الدينية التي تمثل امتداداً لخط الإمامة، مشيدا بمواقف الشعب العراقي الذي اثبت إنه لا يزال وفياً للقضية الحسينية وللمرجعية.
وقال الشيخ الكربلائي في كلمته خلال افتتاح مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي بنسخته السادسة عشر بحضور وفود اجنبية وعربية من قارات اوروبا واسيا وافريقيا وحضور امناء العتبات المقدسة وتمثيل رسمي وشعبي داخل الصحن الحسيني المطهر، “في بداية شهر شعبان المبارك تتجدد لنا ذكريات ولادات اعظم الله تعالى مقامها واوجب حقوقها على الامة وهي وان كانت اصحاب واسماء هذه الولادات ابتداء من سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين والسجاد علي وابي الفضل العباس وعلي الاكبر (عليهم السلام) توحي بالحزن وتثير العاطفة باللوعة ولكن هذه الذكريات تمثل اطلالة على احياء الاسلام ونورا لطريق الجهاد والتضحية وحماية المبادئ والقيم الانسانية ولان خط الحزن اذا كان محركا للامة وموقظا لها في ضميرها ووجدانها فانه يتحول الى نصر وسعادة كونه ولادة للامة على مر العصور والازمنة ولقد كانت هذه الذكريات بما تمثله من ولادة في بداية هذه الحياة ولكنها عانقت الشهادة في نهايتها وبين هذه الولادة وتلك النهاية كانت رسالة الاسلام تسمو وتصبو وتجاهد وتتحرك وعيا وثورة واصلاحا وجهادا وتفتح للمستقبل افاقا رحبة من الخلود والحياة الكريمة للامة”.
واضاف ” لقد كتب الكثير من الباحثين والمؤرخين كيف ان فاجعة كربلاء دخلت في اعماق الضمير الاسلامي وانفعل بها المجتمع الاسلامي انفعالا عميقا حتى ايقظت هذا الضمير وكانت كفيلة ان تبث في النفس ما يدفعها لنصرة المظلومين والدفاع عن كرامتها وعزة رسالتها وتحفظ للإسلام هويته واصالته وكانت في نفس الوقت سياسة البطش والتنكيل والقهر المصحوبة بالغراء بالمال والسلطة للحكام آنذاك قد عملت أثرها في شد حركة المجتمع في غالب قادته وافراده عن النهوض باي عمل لتغيير واقع المجتمع الذي يعيشونه وبمجرد ان يلوح لهم ان ذلك سيؤدي الى معاناتهم وتعرضهم الى البطش والتنكيل من الحكام وان ذلك يستدعي منهم التضحيات بالنفس والمال فرأينا كيف تخاذل الناس آنذاك عن نصرة الحسين (عليه السلام) وكيف اخذ الرجل يخذل ابنه واخاه واباه وكيف اخذت المرأة تخذل ابنها واخاها وزوجها عن التضحية في سبيل نصرة من يعرفونه انه امام مفترض الطاعة او في الحد الادنى انه ابن بنت نبيهم وما كان من الممكن ان يوقظ الروح الجهادية التي اضمحلت ثم ماتت الا بعمل جهادي تضحوي يتضمن اسمى آيات التضحية والكرامة، ومن هنا يمكن القول ان فاجعة كربلاء دخلت الضمير الاسلامي وانفعل بها، واحيا الضمير بما يدفع الامة عن الدفاع عن حياض الاسلام وكرامتها ونصرة الدين واغاثة المستضعفين وحماية المظلومين الى قيام يوم الدين”.
واوضح الكربلائي ان ” ادامة زخم الروح الحسينية لدى الامة يستدعي الوقوف عند محطتين الاولى هي الوعي واليقظة والتنبه الذي يستدعي البصيرة والوجدان والضمير الحي بطبيعة المخاطر والاوضاع الثقافية والفكرية التي ينشرها اعداء الدين واهل المطامع الدنيوية والتي يراد منها مسخ الهوية الثقافية وتحويل مسارها نحو الشهوات والاهواء الشيطانية والتحلل الاخلاقي والقيمي في المجتمع، ومن ذلك تخريب الذوق القيمي لدى المجتمع وتوجيهه نحو التحلل من القيود الاخلاقية التي اريد منها صيانة الفرد والمجتمع، من الانحلال في الانحراف الاخلاقي وزرع الثقافة الشهوانية من خلال الوسائل الجاذبة الاعلامية والذي نشاهد آثاره في محاولات جهات كثيرة لنشر الانحراف الاخلاقي والتشويه الفكري من خلال بث الشبهات الكثيرة المتعلقة بأساسيات العقائد الاسلامية، كل ذلك ماهو الا محاولات لإماتة الثقافة الحسينية المبنية على الاخلاق الحميدة والمبادئ الانسانية الفاضلة خصوصا ان هذا المجتمع قد اثبت وفائه لثورة الامام الحسين (عليه السلام) ومبادئه من خلال ما اظهره واقعا وميدانيا من تقديم التضحيات العظيمة في ميادين المعركة مع عصابات التطرف الفكري والعقائدي بمختلف مسمياته واخذوا الآن اي هؤلاء الاعداء في تكثيف جهودهم بحرف الذوق السليم والفطرة الالهية لدى الفرد والمجتمع في نشر بل تقنين بعض الممارسات المنحرفة والتي تستدعي وقفة جادة بطريقة حكيمة وواعية، اضافة الى ترةيج بعض العادات والتعاطي لامور تميت الفعالية والضمير والوجدان وتشل حركة الحياة لدى الافراد من شباب المجتمع خاصة”.
المقالات المشابهة
واكد “ان المحطة الثانية ان من نعم الله علينا ان جعل لنا ائمة يهدون بامره ويرشدون الامة الى هديها وصلاحها وصار لهم نواب فقهاء عدول يضمن من خلالهم بقاء وديمومة الرسالة المحـمدية والمبادئ الحسينية ولقد شاهدنا وعشنا ببصيرتنا ووجداننا كيف أن المرجعية الدينية التي أرسى دعائمها الأئمة عليهم السلام تجلت فيها من خلال بياناتها وإرشادتها ما أبقى الضمير الإنساني في نفوس المؤمنين والمواطنين تجاه قضاياهم الدينية والوطنية”، مذكرا بفتوى الدفاع الكفائي والدفاع عن حقوق المستضعفين من الشعوب المسلمة في فلسطين وأفغانستان وإغاثة المنكوبين في تركيا وسوريا. وقال الكربلائي” لقد أثبت الشعب العراقي إنه لا يزال وفياً للقضية الحسينية وللمرجعية، داعيا إلى إدامة روح الولاء والطاعة والمحبة للمرجعية الدينية التي تمثل امتداداً لخط الإمامة”.