بقلم أياد السماوي
حاولت جاهدا أن أجد توصيفا دقيقا للقمّة الثلاثية التي من المقرّر أن تعقد اليوم الأحد في بغداد والتي ستجمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي , فلم أجد توصيفا ينطبق على هذه القمّة غير توصيف ( قمّة الحالبين والمحلوبين ) .. وهذه القمّة هي الثانية التي تجري بين زعماء البلدان الثلاثة , حيث انعقدت القمّة الأولى في شهر آب من العام الماضي في العاصمة الأردنية عمان , وعلى ضوء نتائج هذه القمّة الثلاثية تمّ تشكيل مجلسا تنسيقيا مشتركا بين هذه البلدان الثلاثة , حيث أبرمت البلدان الثلاثة اتفاقات اقتصادية مشتركة وأخرى ثنائية فيما بينها تتمحور في الغالب حول الطاقة والتجارة والاستثمار .. وقمّة اليوم تأتي لاستكمال ما تمّ الاتفاق عليه في القمّة الأولى .. حيث يؤكد خبراء الاقتصاد والتنمية أنّ هذه القمّة الثلاثية ستنقل العراق من حالة التخلّف في كلّ شيء إلى حالة التقدّم في كل شيء , وستضع العراق في مصاف الدول المتقدّمة تكنولوجيا وعلميا وصناعيا وزراعيا وستضع كلّ من مصر والأردن بموجب هذه الاتفاقية تجربتهما الفريدة في البناء والتقدّم في كافة المجالات العلمية والتكنلوجية والصناعية والزراعية , وسيقوم كلّ من مصر والأردن بضّخ مئات المليارات من الدولارات لإقامة مشاريع استثمارية عملاقة في العراق من أجل إعادة بناء بناه التحتيّة التي دمرّتها حروب صدّام العبثية والإرهاب ( الشيعي الإيراني ) .. حيث من المقرّر بموجب هذه الاتفاقيات أن تقوم الدولتين مصر والأردن ببناء المطارات والموانئ والسكك الحديدية ومصانع الحديد والصلب والبتروكيماويات ونقل الجيل الخامس للأنترنت خلال هذا العام وبناء المدارس والجامعات والمدن الحديثة على غرار المدن التي بنتها مصر في صعيدها .. كما ستتضّمن هذه الاتفاقات تزويج العراقيين غير المتزوجين بفتيات مصر الجميلات وبمواصفات المرحومة سعاد حسني وبمهور زهيدة جدا لكسر احتكار الفتيات العراقيات اللواتي يطلبنّ مهورا عالية ..
كفيلكم الله .. كل هذا المكتوب ( خرط بخرط بخرط ) ولا شيء صحيح فيه أبدا .. وأقولها لكم أيها العراقيون .. أنّ هذا ( الخرط ) سيتحوّل إلى حقيقة قائمة لو أن العراق قد التحق بطريق الحرير مع الصين .. لكنّ هذا يحتاج إلى إرادة وطنية مخلصة ونزيهة , تضع مصالح الشعب العراقي البائس فوق كلّ اعتبار , وليس من خلال بعثرة أموال الشعب العراقي باتفاقات مع بلدان ( تعبانة وكحيانة ) مثل مصر والأردن تعيش على ما تحلبه من بلدان العالم .. والذي يعتقد أنّ الأردن ومصر سيبنون في العراق ويساعدون شعبه في إعادة الإعمار , أقول له ( بدّل عقلك حبيبي ) .. ومن يريد بناء العراق حقا وحقيقة فعليه أن يلتحق بطريق الحرير , وليعلم الجميع أنّ الصين هو البلد الوحيد في العالم الذي يستطيع مساعدة العراق في الالتحاق بركب العالم المتقدّم .. وعلى القادة السياسيين أن يعوا أنّ العراق بلد فقير وشعبه تعبان وكحيان ويعيش نصفه تحت خط الفقر , ويفتقد لكلّ الخدمات التي تتمتّع فيها دول الجوار , وليس لديه أموال فائضة عن الحاجة كي يحلبها منه السيسي وعبد الله الثاني .. اتقوا الله بشعبكم يا حكّام العراق وكفى تفريطا بأمواله .. فماذا قدّمت مليارات الدولارات التي قدّمها اللعين أبن اللعين صدّام إلى مصر والأردن ؟ وهل يستّحق الأردن ومصر منّا هذه المساعدات المالية ؟ والله وبالله يا قادة العراق أنّ أبناء شعبنا العراقي البائس والجائع والمريض هم أحق بأموالهم , وهذه البلدان لا تعرف طريقا غير طريق الحلب , فلا تجعلوا من العراق بقرة تشرب الكلاب من حليبها ..