عام على زفّة المبخوت ..

0 213

 

بقلم أياد السماوي

في مثل هذا اليوم التاريخي من العام الماضي , وفي جو بهيج من الحنقبازية والمقربازية تم زف المبخوت مصطفى الكاظمي إلى رئاسة وزراء العراق .. لتبدأ من هذا اليوم اللا مبارك مسيرة أسوأ وزارة في تاريخ الوزارات العراقية , وكونها الوزارة الأسوأ ليس بسبب هزالة وضعف إمكانات مصطفى الكاظمي لتبوأ مثل هذا المنصب الأهم في الدولة العراقية والذي يتطلّب مواصفات خاصة يفتقد إليها المبخوت في كلّ شيء وحتى في ضعفه وعدم مقدرته على النطق السليم .. وإنّما هي أسوأ الوزارات في التأريخ العراقي الحديث بسبب مجموعة الأفّاقين الذين أحاطوا بالمبخوت من كلّ حدب وصوب .. فلو كان المستشارون المحيطين برئيس الوزراء غير هؤلاء الأفاقين الذين أحاطوا به , لاختلف الأمر كثيرا حتى مع هزالته وضعف إمكاناته .. وجريمة اعتلاء الكاظمي لرئاسة مجلس الوزراء يتحمّلها بالمقام الأول رئيس الجمهورية برهم صالح الذي خطّط بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية السابقة لإيصال الكاظمي لهذا المكان , مستغلا فوضى التظاهرات وغياب العقل السليم في الجسد المريض , لينجز ما سعى وخطط له بمساعدة الغمّان من شيعة السلطة الفاسدون والبلداء ..

وصول مصطفى الكاظمي إلى رأس هرم الحكومة العراقية , في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية التي يمرّ بها البلد والمنطقة , يعيد إلى الأذهان كيف استطاع هذا القادم من المجهول أن يتسلّل إلى موقع رئاسة جهاز المخابرات العراقي ؟ ومن هو الذي أوحى لرئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي أن يتبوأ الكاظمي هذا المنصب الخطير وما هي مؤهلاته لشغل هذا المنصب ؟ وكيف شغل هذا المنصب لستة سنوات مضت بالوكالة دون أن يسأل عنه أحد ؟ وما هو دور اللجنة الأمنية في مجلس النواب العراقي في هذا التعيين ولماذا صمتت عن هذا الخرق الخطير ؟ ولماذا أبقى رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي على الكاظمي ولم يسعى لتغييره ؟ وهل كان عبد المهدي يعلم أنّ الكاظمي هو من يقود حركة الاحتجاجات في ساحات التظاهر ؟ وكيف قبلت إيران التي تلعب دورا هاما في السياسة الداخلية العراقية أن يتوّلى الكاظمي الذي تدور حوله الشبهات بحادثة اغتيال الشهداء سليماني والمهندس أن يكون رئيسا للوزراء ؟ ولماذا خضع رئيس تحالف الفتح هادي العامري لرغبة زعيم تيّار سائرون مقتدى الصدر في ترشيح الكاظمي مقابل سحب مقتدى الصدر دعمه لتكليف عدنان الزرفي ؟ وهل كان الكاظمي أفضل من الزرفي لرئاسة الوزراء ؟ وما هو دور كلّ من عمار الحكيم وحيدر العبادي في هذا التكليف ؟ وبعد مرور عام على زفّة المبخوت في حضرة البرهم , هل اقتنع غمّان شيعة السلطة أنّ ما أقدموا عليه هو جريمة وطنية وأخلاقية بحق بلدهم وشعبهم ؟ وهل سيتوب هؤلاء الغمّان لرّبهم ويكّفروا عن خطيئتهم وينقذوا مركبهم من الغرق قبل فوات الأوان ؟ أم أنّهم جميعا حائرون بملّفات فسادهم التي باتت في قبضة الفريق أبو رغيف ؟ ..

أياد السماوي

اترك رد