بقلم : سعد العابدي
نزلت جائحة كورونا بظلامها القاتم كالصاعقة على البشرية في هذا الكوكب الذي ما انفك يئن من الضياع في عالم يقوده بعض البشر الى المجهول حينما اتخذوا القرار أن يكون بعيدا عن المسار الذي رسمه خالقه له.
لقد أتخذ الانسان المستعمر لهذه الارض طريقا من حب ألانا والنظر الى الذات فغرته نفسه وتعالت كبرياء ذاته ليميز بين أبناء جنسه بقوانين زادت من ظلامية الحياة فترسخت شريعة الغاب، وأشاعت أخلاقيات وقيم جديدة شاذة وتنافي الفطرة الانسانية فما عادت أخلاقياتنا كما سبقت وتلاشت قيم كانت حاضرة الدنيا وتعطيها ذوقا جميلا ولونا صافيا وسلوكا بريىئا.
لكن هذا التقاطع بين الناس واختلافهم لا الاختلاف الذي يؤدي الى التكامل انما الاختلاف الذي يئن بالجفاء والجفاف وينذر بالاقتتال في كل ساعة وحين ليكشف عن افلاس كبير تعانيه البشرية من كل ألوان الحب والخير والعدل والتسامح .. فكم من حروب قامت بلا سبب وكم من الأرواح البرئية التي ازهقت فيها.
افلاس كبير كشفته الجائحة الخفية عن إدراكها بقوى وانظمة التكنولوجيا والفضاء الافتراضي الهائل الذي كانت البشرية تجري خلف سرابه اجيالا مضت، فلأسف لا قوى عظمى كأوروبا وأمريكا تمكنت من صده وانقاذ شعوبها من فتكه.
فحال هذه الأنظمة كمثل بيت العنكبوت الذي يحسبه العنكبوت بيتا لكنه غير قادر على الصمود امام هذه الجائحة.
افلاس المجتمع الدولي وخاصة الغربي منه من أخلاقيات الروح والأنسانية والتي أشاعتها الثقافة الغربيه الفقيرة الى قيم التسامح والحب والجمال الاخلاقي والقيمي .
الإفلاس الذي تعانية البشرية في هذه اللحظات التاريخية الحساسة في مسارها هو افلاس القيم والاخلاق والإنسانية.
افلاسها من عقار ودواء يشفي الروح الانسانية قبل جسدها المريض من جفاف القيم والاخلاق.
إن ما كشفه فيروس كوفيد-19 من عورات النظام العالمي الرأسمالي وعيوبه واستعماره الجائح لهذه الارض واستغلاله لثرواتها في إشاعة الظلم والقهر والغلبة للدول الفقيرة المغلوبة على امرها حري بإعادة النظر في ذلك النظام.
هذا الحدث ينذر بنهاية عهد وبداية عهد جديد قد تستفيق الانسانية من سباتها وتعود فيه الى خالقها وانتظار خلاصها على يد طبيب رباني يداوي جراحاتها التي عمرت الآف السنين.