هادي جلو مرعي
قد أكون مزعجا حين أعبر عن الإرتياح لدخول مواطنين من جنسيات مختلفة الى البلاد للعمل في قطاعات مختلفة، وخاصة من الجنس الناعم، وسواء كانوا من بلاد آسيوية، أو افريقية شرط تطبيق معايير عالمية، والإلتزام بتوفير ضمانات صحية وإقتصادية، وحفظ للكرامة الإنسانية بمايتوافق والمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الإنسان، وعدم إنتهاك كرامته.
أود الإشارة الى أمرين متعلقين بهذا الموضوع الدقيق.
الأول: يتعلق بالوضع الإقتصادي ودراسة الجدوى من إستقطاب العمالة الأجنبية التي ماتزال بدائية للغاية، وتعتمد توربد الخادمات، وعمال من الذكور وعمال في شركات ومصانع برواتب لايمكن القبول بها من نظرائهم المحليين الذين يأنفون العمل في مجالات لايمانع الأجانب من ولوجها، وبمعنى أدق فإن الأثر الإيجابي لتوريد هولاء قد لايتحقق لأنهم يحصلون على المال دون فائدة إقتصادية في الداخل.
الأمر الثاني: ويتعلق بالهدف من جلب الخادمات الأجنبيات الى البلاد الذي يمكن ان يكون جزءا من حالة الفوران المادي لقطاعات مجتمعية فاسدة إحترفت سرقة المال العام وتعيش واقعا مترفا وبدأت بطلب توريد الخادمات وتشغيلهن كعاملات خدمة مع تصور صعوبة التأقلم بين خادمة من أوغندا مثلا ومواطنة عراقية، لكن من المرجح أن يكون السبب هو التباهي بين زوجات الفاسدين الذين أطلقوا العنان لهن ليفعلن الأفاعيل بعلم منهم، ودون علم، وواحدة من تطلعاتهن هي المنافسة في إقتناء السيارات والمنازل والأثاث والذهب، ولايكتمل المشهد إلا بخادمة تسير خلف زوجة الحرامي في الأسواق، وتخرج معها ليراها الناس، او لتقديمها كتحفة سوداء ثمينة في حضرة الضيوف وخاصة من النساء أثناء تبادل الزيارات مع ملاحظة إن تلكم الخادمات قد يتعرضن الى التنكيل والإهانة والضرب والإغتصاب كما حصل في مناسبات عدة في عديد البلاد العربية.
الغزو الأسود والأصفر ربما يكون أفضل من الغزو الأبيض الذي جربناه مع الإحتلال البربطاني وخلفه الأمريكي الذي اشبعنا جوعا نفسيا وحرمانا وهو يتزامن في الغالب مع رحيل نظام شمولي لم يكن يتيح الحرية لمواطنيه.
اللاعبون الأفارقة الذين تعاقدوا للعب في الدوري الوطني قدموا إشارات جيدة في كأس السوبر بين الزوراء والشرطة في ملعب الكوت وهم جزء من معادلة نجاح قد تتحقق في مجال الرياضة.