بغداد، 19 آب / أغسطس 2019: اليوم، وفي الذكرى السنوية العاشرة لليوم العالمي للعمل الإنساني، تكرِّم الأمم المتحدة مساهمة ما يقرب من ربع مليون موظفة إغاثة ممن يُقدّمنَّ المساعدة الإنسانية إلى المحتاجين. هذا العام، أطلقت الأمم المتحدة وشركاؤها حملة #WomenHumanitarians العالمية لتكريم النساء اللواتي يعملنَّ في مجال إنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة الإنسانية.
لليوم العالمي للعمل الإنساني في العراق أهمية خاصة، حيث تم تحديده في ذكرى الهجوم الذي وقع في 19 آب/ أغسطس 2003 على فندق القناة في بغداد، في العراق والذي أسفر عن مقتل 22 شخصًا، بمن فيهم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق. وعلى مدار الأعوام الستة عشر الماضية، قُتل أكثر من 4،500 شخص من العاملين في المجال الإنساني أو أصيبوا أو احتُجزوا أو خُطفوا أو مُنعوا بأي طريقة أخرى من القيام بعملهم. أكثر من 90 في المائة من جميع الهجمات في مختلف أنحاء العالم كانت على موظفين محليين. وفي عام 2009، حدّدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 19 آب/ أغسطس يوماً عالمياً للعمل الإنساني.
وقالت السيدة مارتا رويدس، منسقة الشؤون الإنسانية في العراق: “بصفتي عضوًا في القيادة النسائية العُليا للأمم المتحدة حيث عملت في عدد من سياقات الطوارئ، فإن إحياء ذكرى اليوم يُعدُ أمراً مهماً بالنسبة لي شخصيًا”. “لقد رأيت بنفسي التضحيات التي يتعين على المنظمات الإنسانية والمجتمعات تقديمها من أجل مساعدة المتضررين من الأزمات في بعض أكثر الأماكن خطورة في العالم”.
تُشكِّل العاملات في المجال الإنساني أكثر من 40 في المائة من إجمالي موظفي الإغاثة في جميع أنحاء العالم. بشكل غير رسمي، فإن الأرقام أعلى من ذلك بكثير، لأن النساء غالبًا ما يكنَّ البطلات المجهولات في الخطوط الأمامية لأصعب وأخطر الأماكن في العالم. وبوصفهن عضوات من المجتمعات المحلية المتضررة، فإنهنَّ ينشطنَ في كل جانب من جوانب الاستجابة الإنسانية، من إدارة الكوارث إلى إيصال إمدادات الطوارئ؛ ومن توزيع المواد الغذائية إلى توفير الرعاية الطبية.
إنَّ مشاركة النساء في الاستجابة الإنسانية تجعل عمليات الإغاثة أكثر فعالية من حيث الوصول الإنساني. وفي العديد من البيئات، تتمتع النساء العاملات في المجال الإنساني بفرص فريدة للوصول إلى النساء والفتيات ويمكنهن تقديم الدعم والخدمات الحيوية للأشخاص الذين قد يتعذر الوصول إليهم. تعمل مشاركة المرأة على تحسين الاستجابة الإنسانية للعنف الجنسي، والذي يزيد خلال حالات الطوارئ. يمكن أن يكون هذا أمراً حاسماً بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في أزمات إنسانية طويلة الأمد، مثل النازحين في العراق. وتعد الأسر النازحة التي تعيلها إناث من بين أكثر الفئات ضعفًا في العراق، لا سيما تلك التي يُعتقد بأن لها صلات بتنظيم داعش. إنهنَّ يتحدين صعاب كبيرة وضغط مجتمعي هائل لتوفير مأوىً وغذاء وملابس وتعليم لأُسرهن.
وأضافت السيدة رويدس: “في هذا اليوم الإنساني العالمي، ننتهز هذه الفرصة لعرض العمل الدؤوب لبعض النساء المثاليات في المجتمع الإنساني في العراق. إن تفاني هؤلاء النساء – سواءً كُنَّ موظفات في الأمم المتحدة أو عاملات في المنظمات غير الحكومية أو موظفات محليات أو النساء العراقيات العاديات اللائي يحاولنَّ مساعدة بلدهنَّ في إعادة البناء – إنه بالفعل أمر يستحق الثناء.
ملاحظة للمحررين
حول اليوم العالمي للعمل الإنساني
في عام 2008، حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 19 آب/ أغسطس يومًا إنسانيًا عالميًا لرفع مستوى الوعي بالمساعدة الإنسانية في جميع أنحاء العالم والإشادة بالأشخاص الذين يخاطرون بحياتهم لتقديم المساعدة. كان هذا تكريمًا للأشخاص الـ 22 الذين فقدوا أرواحهم في هجوم عام 2003 على فندق القناة في بغداد في العراق، بما في ذلك الممثل الخاص للأمين العام للعراق، السيد سيرجيو فييرا دي ميلو. تم الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني لأول مرة في 19 آب/ أغسطس 2009.
حول أمن عمال الإغاثة
كان العام الماضي هو ثاني أسوأ سجل على الإطلاق، وهو الأسوأ خلال السنوات الخمس الماضية من حيث أمن عمال الإغاثة. في عام 2018، بلغ عدد الضحايا 405 ضحية، حيث قُتل 131 شخصاً من عمال الإغاثة، وجُرح 144 شخصاً، كما تم اختطاف 130 شخص في مختلف أنحاء العالم. وكانت من بين البلدان التي شهدت معظم الحوادث الأمنية: جنوب السودان وسوريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. حتى الآن في عام 2019، تعرض حوالي 156 شخصاً من موظفي الإغاثة للهجوم بسبب وظيفتهم، حيث قتل 57 شخصًا وجُرح 59 شخصاً وخطف 40 آخرون. من المحتمل أن يكون العدد الفعلي أعلى بكثير بسبب عدم الإبلاغ. إن الافتقار إلى البيانات المصنفة حسب نوع الجنس يجعل من الصعب تقديم أرقام دقيقة عن عدد النساء المتضررات من العاملات في المجال الإنساني.