مصنع النشامى

علاء عبد دلي اللهيبي
في اللغة فإن النشمي: هو الشجاع الذي لايهاب ولايتردد ولايتراجع، وهو وصف موسوم به رجال المملكة الأردنية الهاشمية، وقد سمي عبدالله بن الحسين بن طلال الهاشمي بملك النشامى، ويطلق على الجنود ورجال الشرطة والدرك النشامي، وهو جمع نشمي، بل يطلق على كل صاحب موقف شريف وشجاع، وكل حالة كرم وإقدام وتضحية، ويسمى الرياضيون الذين يحققون الإنجازات بالنشامى.وقد كرم الملك عبدالله رجال الدرك الأردنيين ووسمهم بالنشامى لقيامهم بتضحيات شجاعة، بينما يسمي الناس أولادهم بإسم النشمي أملا في أن يكونوا كذلك حين يكبرون، وهو إسم محبب لدى أهل البادية الذين تتسم حياتهم بالقسوة والمواجهة، ومايزال هناك من إسمه نشمي في العراق وفي الأردن.
يوصف النشمي بصاحب الهمة والإقدام والباديء بكل فعل طيب وكريم، وحتى الكرم فهو شجاعة لأن البخيل يكون في الغالب جبانا، فلايقوى على صرف ماله في شؤون الخير، ويعمد الى قبضه إليه ويمسكه عن مستحقيه، والكرم في المال وفي بذل الطعام، وتلبية حاجات الناس، وقيل: ملك كريم، وحاكم كريم، ووزير كريم، ومسؤول كريم، ورجل كريم. فالكريم هو الشجاع، والشجاع هو المعنى الرسمي للنشمي.
يعد الأردن المصنع الأكثر شهرة لإنتاج هذا النوع من الرجال الذين يتميزون بصفات خاصة ونادرة، ولذلك تجد أنهم لايتأخرون في مساندة قضية الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني، وقد أثبت عبدالله بن الحسين إنه ملك النشامى حين رفض الإستسلام للضغوط، وتسليم القدس في صفقة يراد للعرب أن يخسروا فيها، فكان بحق عنوانا للرجولة، وكان نشاماه معه، واثقين من الظفر رغم المصاعب الإقتصادية، والمعاناة، ومايتوقعونه من الأمريكيين والصهاينة، ومن يساندهم أملا في إضعاف الموقف الأردني الصلب.
يتم صناعة النشامى في الأردن من مواد محلية غير مستوردة، وأصلية حيث تتكون من صفات الشجاعة والإقدام والطاعة والإيمان بالله والوطن والضمير والجلد في المواقف الصعبة والصبر والتحدي، وعدم التنازل عن القضية، ومواد أولية عديدة تحفل بها بيئة المملكة الأردنية الهاشمية.
عندما تنتخي إمرأة برجل تناديه: يا النشمي. فيرد: عونك ياخية..