هادي جلو مرعي
يمكن التخلص من الأرق الذي يصيب المسلمين كلما فكروا في العيد بوصفه مناسبة للفرح لعدم توفر شروط ذلك الفرح بالتشبث بفكرة إن العيد: طقس ديني عبادي، وليس نوعا من الممارسات المتعلقة بالغرائز والمشاعر الحميمية.
ويمكن في الظروف الطبيعية أن يعد العيد مناسبة سعيدة، ومبهجة، ولكن حين تجتمع الحروب والحصارات والدكتاتوريات والفقر والمظالم والمشاكل اليومية والسياسات المتخبطة والصراعات التي تجعل الناس منافسين سلبيين لبعضهم، وليسوا شركاء فإن الفرح لايكون حقيقة، بل قد يعيشه المؤمنون كفكرة تتعلق بمواقيت وضعها الله وهو القوة المطلقة التي لايمكن الإعتراض على ماتريد، فيكون الفرح حالة إيمانية في الوجدان، وعبارات على اللسان، ولكنها لاتخالط ذلك الوجدان وتتخلله، فمافيه من أحزان أكبر من أن تغلبه فرحة عابرة.
العيد مناسبة للأطفال ليفكروا فيه بعقل مصرفي حاذق، فالصغار حين يضعون العيدية في جيوبهم فإنهم يحتفلون بفرح غامر لأن الحزن لم يخالط أرواحهم، وهموم الحياة لم تحتوشهم، وسواء كانوا أبناء فقراء، أم أغنياء فهم لايميزون كثيرا بين الأشياء ماداموا لم يصلوا الى مرحلة الوعي الكامل بماحولهم، وليسوا مسؤولين عن شيء، فما عليهم سوى الفرح، والمزيد من الفرح الذي يمنحهم قوة مخفية تظهر لاحقا ليقاوموا بها أحزان أيامهم القادمة.
المقال التالي