هادي جلو مرعي
زعل السيد لأن الجماعة لم يؤدوا الواجب معه.. قلت له: لاتحزن فالأغنياء لايدفعون بسهولة خاصة الذين كانوا فقراء، وأغناهم الله من فضله، فهولاء يحاواون الهرب من الفقراء، ويمقتونهم، ويتمنون هلاكهم لأنهم عالة على المجتمع، وينسون أنهم كانوا فقراء مثلهم قبل أن تاتيهم الحياة العاهرة بالمال، ومثلهم مثل الوليد حين ينزل من رحم امه عاريا جائعا باكيا، لائذا بصدرها وثدييها.
الأغنياء والفقراء يكرهون بعضهم البعض، ولكن عليا إبن أبي طالب ينحاز للفقراء لأنه يراهم الأضعف في المنازلة، والغني الذي يأتيه المال فإنه يأخذ معه حين ينتقل من الفقر الى الغنى جميع عقده التي منها النقص والحرمان والجوع، وحتى إن تخلص منها ظاهرا لكنه يبقى في حال من الجوع والحرمان في نفسه، فيكره أيامه الماضية وأصحابه من الفقراء الذين فارقهم، وإنتقل عنهم الى عالم المال والأعمال والتجارة.
الإنحياز من علي للفقراء واضح، فهو يقول: لو كان الفقر رجلا لقتلته، ولهذا سمي علي بأبي الفقراء، ولكن الله سبحانه هو أبو الفقراء لأن الفقراء عيال الله، والأغنياء مؤتمنون على أموال الله، ويجب أن يؤدوا ماعليهم من أمانة. وفي الحديث.ماشبع غني إلا بجوع فقير. وفي حديث: مامن نعمة موفورة إلا والى جانبها حق مضيع. ويقول الشاعر واصفا الفقر والغنى وتباعدهما.
فبجانب يطغى النعيم وبجانب
تطغى الشقاوة فمرفه ومضيع
وتقول صديقتي التي هربت من البؤس الى بعض الغنى: من جاور السعيد يسعد، ومن جاور الشقي يشقى.. كانت تطالبني بأن أبتعد عن الفقراء، ولاأسكن أحياءهم. الحمدلله إني لم أعد أتواصل معها فالغنى في الغالب يأتي بعد أن يقوم الناس بالإبتعاد الحقيقي عن الله، حتى وإن مثلوا أنهم قرببون منه.
حين يعيش الأغنياء بطريقتهم، ويتركون واجباتهم يتحولون الى أعداء للرب، ويكون نصيبهم الدنيا، ويزين لهم الشيطان أعمالهم، فالرب لم يقل؛ أن العبد يرتكب الخطأ لأن الشيطان يريد منه ذلك، ويأمره به، فلاسلطان للشيطان على الإنسان، ولكنه قال: وزين لهم الشيطان أعمالهم..