د. محمد ابو النواعير
عندما افكر بالهجوم الكاسح الساحق الماحق على مظاهرة تيار الحكمة، يصيبني التعجب والذهول، لماذا هذه القسوة ؟
كل الدنيا تعلم جيدا ان مظاهرات تيار الحكمة ستكون سلمية متحضرة، وسوف لن تتسبب باذى او ضرر على احد، اذن لماذا هذه الحملة الشعواء، والتسقيط، والجيوش الالكترونية، والمقاطع المفبركة؟
الجواب وبسهولة يتعلق بامرين مهمين جدا لم يلتفت لهما حتى نفس جماعة تيار الحكمة !
السبب الاول : هي محاولة الجهات المهاجمة والمسقطة، التعمية الاعلامية الكاملة، وحرف بوصلة الوعي والتلقي الجماهيري، عن مشكلة، بل مصيبة، مهاجمة مليشيا مسلحة مجرمة مدعومة من قبل الجارة المسلمة وتابعة في نفس الوقت لجماعة الفتح المقاومچية، على منزل وعائلة وكيل المرجعية الدينية الشريفة سماحة السيد علاء الموسوي، رئيس ديوان الوقف الشيعي، وهذا ما سبب بحرج كبير للجارة المسلمة الحبابة، وجعلهم في موقف عار وخزي (دوخهم)، خاصة بعد استنكار كل طبقات المجتمع لهذا الفعل المشين من قبل عصابة مدعومة منهم، فلم يعرفوا ماذا يصنعون، هل يضربون العصابة المليشياتية السافلة التي قامت بهذا الفعل، وهذا غير ممكن، لانهم ذيول وعبيد وصناع لها. ام يقدمون اعتذار لمقام المرجعية الشريفة، وهذا غير ممكن ابدا، لانهم يحملون عداءا تنافسيا ضدها، ويحلمون يوما بتحجيم دورها في الشأن العراقي.
لذا جاءت مظاهرات الحكمة كمنقذ لهم، فحرفوا كل البوصلة الاعلامية نحو مظاهرات الحكمة، ليعملوا على اشغال والهاء الشارع، بالضد من جريمتهم المخزية التي تدل على سفالة واجرام، بل حتى انهم استغفلوا كل الجهاز الاعلامي لتيار الحكمة، وجعلوه منشغل بالدفاع عن نفسه، خاصة اذا علمنا ان اقوى سهم وجهت لهذه العصابات التي فضحت المليشيا المهاجمة لبيت وكيل المرجعية، هي اعلام تيار الحكمة الذي جند كل قواه لفضح عهر فعلهم !
السبب الثاني وهو الاهم، الحكمة اذكياء بمكر، خرجوا مظاهرات فيها عدد من المطالب التقليدية المعادة والممجوجة من قبل الناس : بطالة، كهرباء ، ماء ،،الخ الخ، وضمنوها بمطلب مهم وقوي، بل هو مطلبهم الرئيسي ولكن لم يجهروا به، الا وهو : (حصر السلاح بيد الدولة)!
حصر السلاح بيد الدولة هو مطلب المرجعية الشريفة، الذي كانت تصر عليه بالحاح في اغلب خطبها، والكل يعلم ان الجهة الوحيدة التي ستتضرر وسينضرب كيانها، هي المليشيات المسلحة المقادة من قبل الجارة، وهنا نرى ان الحكمة بذكاء رجعوا مع هذه الجهة لنفس المربع الاول، لذا نجد ان قنوات ومواقع التشويه والتسقيط جن جنونها، وبدأت ترمي النار بكل الاتجاهات، وبدأت تسقط المظاهرات قبل قيامها بفترة طويلة، لانها المظاهرات الرسمية الاولى التي تقوم بها جهة معارضة جماهيرية سياسية رسمية، تطالب بنزع سلاح المليشيات المنفلتة، وفي ذلك مغزى عميق للرأي العام الدولي والاقليمي .