لكي تعيش

0 234

هادي جلو مرعي
يستطيع الجميع ان يكذبوا ليسلوك في هزيمتك وخيباتك ويستطيع المهزومون الأقوياء أن يتبجحوا بإنتصاراتهم الوهمية كما يفعل طغاة العرب وحكام الدول الفاشلة فهم أقوياء على شعوبهم فقط يذيقونها العذاب ويجوعونها ويحتفلون بتفوقهم المفترض بينما ينهزمون في المواجهات الخارجية وماعلى الشعب إلا أن يصفق لحاكمه المهزوم ويسليه لأنه يخاف منه. فهذه تسلية الضعيف المنكوب لحاكمه القوي عليه والمهزوم من الخارج بينما هناك تسلية كاذبة موهومة يصنعها الشعراء والكتاب والمغنون وناسجو الحكايات للامم المغلوبة الضعيفة وكأنهم يسلون طفلا فقد أمه التي لن تعود لكنهم مصرون على إنها ستعود في حين تكون هي في القبر قد طويت وسلبها الموت طاقة الحياة والوجود والدوام.
لكي تعيش في هذا الزمان عليك ان تكون قويا وقويا جدا وأن تهزم داخلك الضعيف وتؤسس فيه دولة متجبرة لتنافس الآخرين فالناس لايستمرون اقوياء ويملكون المال والجاه والسلطة بالكلمات والإدعاءات الفارغة بل بالعزيمة والهمة وبتجاوز الكثير من العقبات وترك الادبيات جانبا فهي لن تمنحك مالا ولاسلطة ولن تهبك شيئا وحين تساوم لابد أن تبادر لإستثمار عوامل القوة فإذا كانت لديك قدرات ومواهب فلاتكونن خادما لأصحاب الحظوظ ووفر من قدرتك ماتضمن به حقك ولاتكن وطنيا مع الشياطين فالعبيد لن يتحرروا بالكلمات وحين تتحول العبودية الى ثقافة فلن يحدث التغيير وسيبقى السيد سيدا والعبد عبدا.
يشكر السود خالقهم أنه جعلهم اقوياء الجسد صبورين يتحملون الأعباء ويقاوموا الضغوط لأن الهزيمة هي قدرهم فلايخافوا ماداموا مهزومين أصلا ولايزعم أحد أن الأسود يولد ولديه أمل بالسيادة. كلنا سود مالم ننتصر على دواخلنا ونحقق مرادنا في الحياة وفي العمل ونفرض على الآخرين أن لايتجاهلوننا ويفكروا قبل ذلك.

اترك رد