وزير الثقافة والآثار العراقيّ يزور العتبة العبّاسية المقدّسة ويؤكّد أنّها قطعت أشواطاً طويلة من خلال منجزاتها
زار وفدٌ رفيعُ المستوى من وزارة الثقافة والآثار العراقيّة العتبةَ العبّاسية المقدّسة، وكان على رأس الوفد وزيرُ الثقافة والآثار العراقيّ الدكتور عبد الأمير الحمداني، وقد تمّ استقبال الوفد الزائر من قبل نائب الأمين العامّ للعتبة العبّاسية المقدّسة الأستاذ المهندس عباس موسى وأعضاء مجلس الإدارة.
الزيارة شهدت تبرّك الوفد بزيارة المولى أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) من ثمّ الذهاب في جولة بين أروقة العتبة المقدّسة للاطّلاع على الجوانب العمرانيّة وما وصلت اليه من تطوّر، وشملت الجولة أيضاً زيارة متحف الكفيل للنفائس ومكتبة ودار مخطوطات العتبة المقدّسة وغيرها.
من جانبه بيّن وزيرُ الثقافة والآثار الدكتور عبد الأمير الحمداني قائلاً: “تشرّفنا بزيارة العتبة العبّاسية المقدّسة وكان لنا اطّلاع على المنجز الثقافيّ على مستوى المتاحف والآثار التاريخيّة وأيضاً المكتبات التي حوت نفائس من مخطوطات ثمينة ونادرة”.
مبيّناً: “شاهدنا الحرفيّة والعمل المتطوّر في مجال ترميم المخطوطات بطرائق تُعدّ الأحدث في العالم، وهذا غير موجود إلّا في هذه البقعة المشرّفة”.
مؤكّداً: “قطعت العتبة العبّاسية المقدّسة ومن خلال اطّلاعنا على منجزاتها على المستوى العمرانيّ والفكريّ والثقافيّ أشواطاً طويلة، وهي بذلك تسجّل ريادةً واضحة لاسيّما وأنّها تتطلّع الى دخول مجال إنتاج الأفلام الوثائقيّة والسينمائيّة، بعد أن خاضت تجربتها الأولى وشاهدنا العمل الذي احتوى الحرفيّة في مجال صناعة السينما على مستوى العالم”.
واختتم: “كلّ التقدير والشكر للعتبة العبّاسية وللقائمين عليها على هذه المشاريع التي ترتقي بالبلد نحو مصافّ الدول المتقدّمة، ونحن بدورنا مستعدّون للتعاون وفتح قنوات التواصل معها في مختلف المجالات الثقافيّة”.
وشهدت الزيارة لقاء مع سماحة المتولي الشرعي للعتبة المقدسة السيد أحمد الصافي (دام عزه) حيث أكد الحمداني :” تشرفت اليوم بلقاء سماحة السيد الصافي واستمعنا لتوجيهاته السديدة فيما يخص الشأن الثقافي العراقي وتأكيد الهوية الوطنية، وأتفقنا على فتح قنوات التعاون والتنسيق ما بين وزارة الثقافة والآثار والعتبة المقدسة في مجال المتاحف والمخطوطات وفي مجال السينما والإنتاج السينمائي.
مضيفاً: الرؤية كانت واضحة لدى سماحة السيد الصافي، وكانت سديدة في الحفاظ على التراث والآثار العراقية وعلى أن نكون بمستوى الحدث وممثلين حقيقيين للشارع الثقافي، وفي قادم الأيام إن شاء الله تعالى سنشهد حركة تعاون مكملة لما كان عليه في السابق ونتطلع قدماً إلى أن نتعاون مع العتبة المطهرة في كل المجالات فيما يخص التنمية الثقافية والحراك المتحفي وأيضاً في فتح مجال للتنسيق والتعاون بين الطرفين.
مشيراً إلى: وجدت خلال الزيارة أن انفتاح واهتمام العتبة العباسية المقدسة بالمجال الثقافي والتراث والمتاحف، وهو شيء مبهر ومفرح، وهذا ليس بالأمر المستغرب أن نجد العتبات المقدسة مهتمة بموضوع أرشفة التراث العراقي وأرشفة المخطوطات التي هي بالتأكيد تراث وطني عراقي، والمفرح جداً أن نجد العتبة المقدسة مهتمة برقمنة الاطاريح ورسائل الماجستير والدكتوراة في الجامعات العراقية، وأن تقوم بتوثيق كل التراث والمخطوطات التابعة لها.
وأستذكر الحمداني خلال حديثه مع السيد الصافي مواقف للمرجعية الدينية العليا آبان كان مديراً لآثار محافظة ذي قار عام 2003م، قائلاً: كان هناك لقاء مبارك له مع سماحة المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) في شهر تموز من عام 2003م، عندما بدأت حملة النهب والسلب والنبش لآثار العراقية كان هناك لغط أطلق من قبل لصوص الآثار بأن هذه أصنام، وهذه آثار لا تجدي نفعاً، وإنها آثار غير إسلامية.. فكان سماحة المرجع السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف) واضحاً وصريحاً في فتواه لا فرق بين الآثار الإسلامية وغير الإسلامية من حيث الحرمة، فضلاً عن إنه حرم حيازة الآثار بغير الطرق الشرعية، وحرم أيضاً النبش، فكانت هذه الفتوى المباركة فيصلاً وجواباً ناطقاً على من يدعي الدين الإسلامي وهو لا يهتم بالآثار.
كما عملت منها ألاف النسخ وتم توزيعها على المناطق الجنوبية والفرات الأوسط، ممّا بادر الناس بالتوقف عن سرقة الآثار وعن النبش. ليس ذلك فقط، وإنما قاموا بأعادة الألاف من القطع الأثرية بفضل هذه الفتوى المباركة. وأيضاً قمت بدوري بترجمة الفتوى باللغة الانكليزية واصدرتها في مقال نُشِرَ حول العالم، ثم اصدرت أيضاً كتاب حول الفتوى المباركة أبرزت فيه دور المرجعية الدينية العليا في الحفاظ على الآثار وممتلكات البلد الأخرى.