هادي جلو مرعي
هل سيكون مبنى البنك المركزي العراقي الجديد في بغداد، والذي يقع على شاطيء دجلة سببا في حماسة غير مسبوقة لتحديث العاصمة، والإستثمار في قطاع البناء، سواء كان في مجال الأبراج التجارية، أو السكنية، مع بوادر لذلك، وحديث من مسؤولين عن نية للتعاقد مع شركات كبرى في هذا المجال كان آخرها تصريح محافظ بغداد عن النية في بناء أعلى برج تجاري من نوعه خلال الفترة المقبلة؟
التصاميم المثيرة للمعمارية الراحلة زها حديد تظهر مبنى البنك المركزي العراقي مبهرا ومهيبا ومخيفا بسبب سعة المساحة التي يشغلها، والعلو الذي ستصل إليه البناية العملاقة، ونوع التصميم وجماليته، وقد أتيحت لي الفرصة في التواجد في المكان المحيط بالمبنى الذي تمت المراحل الأولى من العمل فيه، حيث أنجزت شركة عالمية أساساته، وبنيته التحتية، فما سنراه بأعيننا من مسافة عشرات الكيلومترات خلال الفترة المقبلة يمثل البنك المركزي كمبنى ظاهر، غير إن الحقيقة هي أنه يتضمن بنى تحتية اسفله، ومؤسسة متكاملة بتقنيات حديثة للغاية ليكون مرتبطا بشبكة المصارف العالمية الكبرى وفق نظام ألكتروني دقيق، وهو عمل مستمر على مدار الساعة، فالأليات والمهندسون والعمال والشاحنات في حركة دائبة، ودون توقف طوال ساعات النهار والليل، ويمكن ان تجد العمل مستمرا سواء مررت من المكان الساعة العاشرة صباحا، أو العاشرة مساءا، أو عند الفجر.
الصور والمعلومات المتوفرة عن مبنى البنك المركزي الجديد في العاصمة بغداد تظهر فنادق العاصمة ومولات التسوق فيها ومبانيها كأقزام في مواجهته، وهو أمر يسعدنا كثيرا لأنه حدث كاف ليستفز المستثمرين ومؤسسات الدولة وأصحاب الأموال والشركات المحلية والمستثمرين الأجانب ليبحثوا في سبل المنافسة، وتوفير خطط وتصاميم جديدة للعاصمة بمايتضمنه ذلك من أبراج شاهقة تتيح فرص إستثمارية أكبر للشركات وأصحاب الإستثمارات والراغبين في التعاقدات المحلية ليستغلوها بصورة مثمرة..
بعد أقل من ثلاثة سنوات سنرى مبنى شاهقا عدد طوابقه يصل الى 37 طابقا وهو الأعلى حتى الآن، وتعمل شركة بريطانية على إنجازه وفق أحدث تقنيات البناء، وسيكون علامة بارزة من علامات النهضة الإقتصادية في العراق.