علاء دلي اللهيبي
اللواء أياد اللهيبي يشغل اليوم موقعا مهما في المؤسسة الأمنية العراقية، وهو من أكفأ الجنرالات العراقيين الذين إعتمدت عليهم الدولة العراقية في مواجهة الإرهاب، وتنظيم داعش المتطرف الذي توغل في عديد المدن العراقية منتصف العام 2014 وسبب إرباكا للمشهد العام في البلاد، وكان دخوله بتلك الطريقة الصادمة مقلقا للغاية ماتطلب تضافرا في الجهود، وعزيمة مختلفة، وتضحيات جسيمة كان منها أن خسرنا خيرة شبابنا من الضباط والجنود وعناصر الشرطة، ولعل ماحصل في عام 2014 كان محنة حقيقية مرت بها الأمة العراقية العظيمة، وإحتاجت الى جهد أستثنائي، وعزيمة مضاعفة لتجاوزها وتضميد جراحها، والإنتقال الى مرحلة النصر الذي تحدث عنه رؤساء برلمانات دول جوار العراق في قمتهم بالعاصمة الحبيبة بغداد التي عقدت يوم عشرين نيسان 2019.
بعد فاجعة سبايكر الأليمة، وأثناء أيام المحنة في صلاح الدين سقطت مروحية عراقية، يقودها طياران تمكنا من إنزالها سالمة في منطقة محاصرة من عدة جهات من أعضاء التنظيمات الإرهابية، وكان بدن الطائرة سليما، غير أنها أعطبت، وعندما وصل النداء الى القاعدة الجوية كانت المدة الزمنية قليلة جدا وغير كافية لإنقاذ الطيارين، وقرر اللواء إياد اللهيبي الخروج بمجموعة قتالية بارعة، وتضم نخبة من الجنود المدربين لعمليات خاصة من هذا النوع إضافة الى الصحفي في شبكة الاعلام العراقي حيدر شكور، وعندها تحركت مجموعة نحو الهدف المنشود وهو موقع الطائرة المروحية وانتقلت الى الموضع المنشود وحين ذلك بدأن عملية مواجهة خطرة للغاية مع الإرهابيين الذين كانوا يتربصون في المنطقة، ويحيطونها بتحركات مباشرة، وعندها تعرضت القوة المكونة من عدد محدود من الضباط وعشرين مقاتلا من النخبة يقودها اللواء إياد اللهيبي الى نيران كثيفة تمت معالجتها لكن الوقت كان محدودا، وكانت التعليمات وصلت من بغداد بإنقاذ الطيارين وإحراق الطيارة، لكن اللواء اللهيبي رفض تدمير الطائرة، وأصر على ارسال فنيين الى المكان وإصلاحها، وكان ذلك كان يحتاج وقتا طويلا مايصعب المهمة.
وصل الفنيون الى الموقع لكنهم فشلوا في إصلاح العطب وكانت المنطقة عبارة عن جحيم حقيقي في تلك الاثناء ويكاد النهار ان ينقضي والمهمة صعبة والخطر محدق وظل اللواء إياد اللهيبي يرفض تدمير المروحية عادا ذلك أمرا غير مقبول خاصة وإن ثمنها مرتفع والعراق بحاجة ماسة الى هذا النوع من المروحيات الهجومية وحينها خطرت للواء اللهيبي فكرة ممتازة تمثلت بإصدار أمر سريع والاتصال بالقاعدة لإرسال ناقلة عسكرية لحمل الطائرة المروحية عليها والعودة الى القاعدة، وكانت مجازفة كبيرة، لكن الناقلة وصلت بالفعل ومعها مستلزمات حمل الطائرة، ونجحت المهمة الخطرة، وسجلت كأبرز عملية مرغت أنف داعش في التراب، وجعلت الجيش العراقي يفخر ببطولات ضباطه وجنوده، وخاصة الشهداء منهم، وقد نظم شاعر عراقي مؤرخا لهذا الحدث قائلا:
يوم اسقط الدواعش
طيارة في بيجي
أنقض عليهم مثل صكر على هليجي
خله طشارهم مثل كوم بلارفيجي
وجاب الطيارين والطيارة مثل البريجي
شيخ على الكلفات مابالعريجي
يهد للغانمة وتشهد له تكريت وبيجي