قصي السهيل يقصي أحلامنا

0 157

هادي جلو مرعي
شيء طريف للغاية.فقد طلبت من سولاف أن تسدد لي مبلغا بذمتها عن البحث الذي أكملته، ولكنها أعطتني نصف المبلغ، وقالت: مابقي شي عندي لأني إشتريت أحمر شفاه، وأدوات زينة، وأعطتني مبلغا بسيطا لم أتردد في قبوله، فتسعينيات القرن الماضي كانت سنوات جفاف مالي وغذائي، وليس مهما مادمنا نعلن النصر على مدار الساعة برغم إننا نعيش في مدار الهزيمة، والفشل. كان الأساتذة يخيرونني حينها أأمتحن أم لا، وكانوا يعطونني الدرجات التي أريد، وكان بعضهم يعتقد إن الورقة البيضاء في الإمتحان لاتعني الفشل في الإجابة، بل هي العبقرية، وكنت أنجح على الدوام.. بعد سنوات وجدت العديد من زميلاتي بدرجة دكتوراه، وكنت أضحك، بينما كنت اقترض المال لأدفع أجرة السيارة التي تقلني الى المعسكر فجرا بإنتظار إهانات ضباط الصف الذين نسميهم ( عريف الفصيل) وكنت أقول: أصحاب المواهب يخدمون اصحاب الحظوظ.
لاادري من هو الملاك الذي قدح برأسي فصرخت في بعض أصحابي، وأنا أتوجه الى معسكر الجيش كجندي بسيط في معسكر الخريجين بلا نقود، وبلا ثياب، وقلت: سأجعل من إسمي في يوم ما (قنبلة) وكانت في قمة اليأس وأبكي، فقد فشلت في الحصول على مقعد في الجامعة لدراسة الماجستير.. الآن أنا اسخر من المقاتلين الذين يبحثون عن الشهادات العليا خاصة من السياسيين والمسؤولين الذين يحصلون على الدكتوراه في العلن، وعلى السخرية مني في السر..
يطالب المئات من خريجي الجامعات وزير التعليم العالي بتوسعة الدراسات العليا لتستوعب المزيد من الخريجين الباحثين عن أمل، وعن غد، وعن حلم ليعيشوا في (جنات) النعيم، وهم يتضورون جوعا ليكملوا دراستهم، وعلى الوزير الطيب قصي السهيل أن لايقصي أحلامهم، فيذهبوا الى ساحات اليأس، ويعتصموا باللاجدوى.
في سري أتمنى أن يدرس الجميع، وينالوا فرصهم، ويعيشوا كما يحبون لأنهم يستحقون. فلافرق بينهم لأنهم سواسية في الأمل، وشركاء في الحياة، ولهم الحق أن يتمكنوا من تحقيق أحلامهم.

اترك رد