علي المؤمن
صديق جزائري، وهو أكاديمي معروف، وقومي عربي مخضرم، اتصل بي أمس مستبشراً فرحاً باستقالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة: (( انتهى الطاغية الفاسد المجرم)) كما وصفه.
قلت له: لستُ في موقع المدافع عن بوتفليقه، رغم معرفتي بتفاصيل حياته منذ فترة منفاه في ثمانينات القرن الماضي، ولقائي به ثلاث مرات في الجزائر خلال العامين 2000 و2001 بعد تسنه منصب رئاسة الجمهورية؛ فهو كغيره من الحكام العرب، فتح أبواب المال والسلطة لأسرته وحاشيته، واستأثر بالحكم (20) عاماً. ولكنك يا دكتور لستَ مؤهلاً لوصف بوتفليقة بالطاغية الفاسد المجرم، لأنك طالما سوّغت لصدام جرائمه قبل سقوطه، وكنت تتمنى علينا ـ كمعارضة عراقية ـ أن نسوي أوضاعنا معه، ثم ترحمت عليه بعد إعدامه.
فهل كان السفاح الطاغية صدام أشرف وأفضل من بوتفليقه؟ هل جاء للحكم على ظهر دبابة وبانقلاب دموي على رفاقه؟ كم شخصاً قتل بوتفليقة؟ كم مفكراً وعالماً وأكاديمياً جزائرياً أعدم بوتفليقة؟ كم حرباً شنّ على شعبه؟ كم حرباً شنّ على دول الجوار؟ هل قصف مدن الجزائر بالقنابل العنقودية والنابالم؟ هل قصف المتظاهرين الجزائريين بالطائرات الحربية؟ كم مقبرة جماعية دفن فيها بوتفليقة الجزائريين وهم أحياء؟ هل باع أراضي الجزائر لدول الجوار مقابل بقائه في السلطة؟ هل دمّر البنية التحية للجزائر؟ هل احتكر الصحافة والإعلام؟ هل سرق مليارات الدولارات؟ هل أصدر قراراً بإعدام كل من ينتمي الى المعارضة؟ هل حوّل الجزائر الى دائرة مغلقة لحزبه؟ هل كان يميِّز قومياً وطائفياً بين مكونات شعبه؟ هل اغتصب النساء في السجون؟ هل أجبر الجزائرييين على أن يبيعوا ملابسهم وآثاثهم وأنفسهم بسبب الفقر والجوع؟ هل تسبب في موت آلاف الأطفال؟ هل قصف بوتفليقة المساجد والمعابد والمراقد المقدسة؟ هل هجّر مئات الآلاف من الجزائريين وشرّدهم وصادر اموالهم وممتلكاتهم؟ هل قطع آذان وألسن وأنوف وأيدي الجزائريين؟
هذه كلها فعلها صدام حسين بالعراق والعراقيين.. وأكثر ..
فقل لي بربك ـ أيها القومي العربي ـ ماذا فعل عبد العزيز بوتفليقة لكي يكون أسوء من صدام حسين؟ بل ويكون صدام محقاً في كل مافعله؟