رئيس الجمهورية للنخب الاجتماعية في واسط: العراق مقبل على تطورات وتحولات ايجابية

0 169

 

أكد سيادة رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح ان العراق قادر ومؤهل لتحقيق الاستحقاقات المطلوبة لان شعبه مصر على انهاء الأزمات التي يمر بها.
وأشار سيادته، في كلمة القاها خلال لقائه النخب الاجتماعية والثقافية وشيوخ العشائر والوجهاء في محافظة واسط، اليوم الخميس 28-3-2019، الى ان الانفتاح الاقليمي والدولي مهم لكن يجب تغليب المصلحة الوطنية، ومع اعتزازنا بجيراننا الا ان مصلحتنا هي الأول، موضحاً ان العراق مقبل على تطورات وتحولات ايجابية وهذا مؤشر على انه مقتدر وفاعل في المنظومة الاقليمية والدولية ولن يقبل ان نكون ساحة صراع وتناحر للدول الاخرى.
رئيس الجمهورية أوضح ان الفساد والارهاب وجهان لعملة واحدة ومحاربته لم تنجز وهو يتطلب اجراءات قانونية ودعم من المجتمع والفعاليات المدنية لتمكين الدولة من انهاء هذه الازمة، مشيداً بإصرار الخيرين على المضي بالبلاد الى مرحلة البناء والاعمار والاستقرار.
وفي ما يلي نص الكلمة:

“بسم الله الرحمن الرحيم
“قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” صدق الله العظيم
سيداتي سادتي ..
حقيقة اتشرف ان اكون بينكم وان اكون بين اهلي في محافظة واسط بمدينة الكوت، اتشرف ان التقيكم واتشاور معكم عن همومكم وهموم البلد. اتشرف ان اكون بين اهلي في هذه المحافظة التي اعطت للعراق الكثير ولم تبخل على الوطن بأي شيء. فمن خيرات هذه المحافظة من الزراعة ومن المياه من النفط ومن الموارد لا يعد ولا يحصى، وهذه المحافظة ايضا اعطت للعراق التضحيات الجسام، اعطت ابناؤها شهداء ومجاهدين ومقاتلين من اجل هذا البلد ضد الاستبداد الصدامي وايضا ضد طغيان الارهاب واستباحة الارهاب لبلدنا.
هذه المحافظة ايضا اعطت للعراق نموذجا للصبر والتحمل، نموذجا للتماسك الاجتماعي والوئام بين ابنائه، في حين الكثير من مناطق العراق تعرضت الى العديد من المشاكل والاهتزازات السياسية والتناحرات. هذه المحافظة بقت الى حد كبير متماسكة ومحافظة على وحدتها وامنها المجتمعي برغم العديد من المشاكل التي تعرضت اليها.
صبر اهل واسط نموذج كبير للعراق والعراقيين واملي ان يكون هذا الصبر مفتاح فرج لاعمار وانطلاقة جديدة تصبح بموجبها واسط نموذجا لمنطقة عامرة جاذبة للاستثمار وتخدم ابنائها ويتمتع مواطنوها بالحياة الحرة الكريمة التي يستحقونها.
اخواني واخواتي .. بلدنا يعيش مرحلة تحول ونتطلع الى ان تنتهي دوامة الازمات التي ألمّت ببلدنا على مدى عقود من الزمن. لم تبدأ مشاكل العراق من 2003 وانما تمتد الى سنوات وعقود من الزمن من الاستبداد الصدامي والمقابر الجماعية والحروب والحصار والارهاب والى غير ذلك من المشاكل التي ألمت ببلدنا..
اليوم، نحن نعيش مرحلة تحول بكل ما تعنيه تلك الكلمة من تجليات ومعاني. لقد انتصر العراقيون على داعش وهذا الانتصار اتى نتيجة مثابرة العراقيين في هذه الملحمة ضد الارهاب، وفي وقت كان الكثير من المراقبين الخارجيين يراهنون على فشل العراق ونهايته. صبر العراقيين واصرارهم على الانتصار ضد الارهاب حقق لنا هذا النصر. تضحيات العراقيين ووجودهم بأبنائهم واخوانهم في محاربة داعش وانهائه ملحمة تسجل لهذا البلد، لكن هذه التضحيات يجب ايضا ان تُكلل بنصر كامل، ونصر جدي يستأصل فيه الارهاب فكرا وسلوكا، ولن تعود هذه الظاهرة مرة أخرى ويستباح بلدنا مرة أخرى. هذا استحقاق كبير ولن يكون سهلا، لكن امامنا استحقاق مهم وجدي آخر بعد كل هذه السنوات من المعاناة والصبر، آن الأوان للعراقيين ان يتمتعوا بخيرات بلدهم وان يتمتعوا بالحياة الحرة الكريمة، وهذا استحقاق الاعمار، وهذا استحقاق توفير الخدمات هذا استحقاق توفير فرص العمل للشباب العاطل عن العمل، هذا الاستحقاق لاي بلد آخر ستكون استحقاقات جسيمة فيه. ماذا عن العراق المدمر الذي تعرض الى الخراب، وتعرض الى هذه الصراعات على مدى عقود من الزمن، يقينا ان هذا لن يكون امراً سهلاً ولن يكون سهل المنال، لكنني متفائل وواثق من قدرة شعبنا على النهوض واصرار الخيرين على المضي بالعراق الى الاستقرار والوئام والاعمار، هذا يتطلب يقينا اصلاحات بنيوية جذرية، يتطلب التعرض الى منظومة الفساد التي تعشعشت في عمق الدولة العراقية واصبحت خطرا كبيرا على حاضرنا وعلى مستقبلنا. محاربة الفساد لن تنجز ولن تستكمل فقط بالشعارات وإنما تتطلب اجراءات عملية، تتطلب تمكين القضاء، ودعم المجتمع والفعاليات المدنية من اجل تمكين الدولة وتمكنها من هذه الآفة الخطيرة التي تلم ببلدنا. إن الفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة وتقديرنا ان هذا استحقاق مباشر يتطلب منا العمل الجاد، وهذا ايضا في صلب ما يتطلبه الدستور من نظام ديمقراطي يكون خادما لشعبه ومعبرا عن ارادة شعبه.
امامنا ايضا استحقاق اطلاق المشاريع العمرانية والخدمية في البلد، حكومتنا برئاسة الأخ دولة الدكتورعادل عبد المهدي منهمكة في تنفيذ برنامجها الحكومي، لكن لاشك ان التوقعات كبيرة والتحديات خطيرة والاستحقاق جدي وعاجل ويتطلب من كل الفئات في هذا المجتمع، يتطلب من كل الجهات السياسية الدعم الكامل لتتمكن الحكومة من تنفيذ برنامجها الحكومي وبسرعة مطلوبة.
في تقديري ان العراق الآن مؤهل وقادر على تنفيذ مثل هذه الاستحقاقات اولا وأساسا لان هذا الشعب مصر على الانطلاق والانتهاء من دوامة الازمة التي ألمّت ببلدنا، وهناك قراءة دولية واقليمية بأن العراق مقبل على تطورات وتحولات ايجابية. ما ترونه من انفراج اقليمي ودولي على العراق جزء منه ناجم من قراءة الآخرين لما يحمله الوضع العراق من مؤشرات للنهوض ومن مؤشرات على ان العراق سيعود مقتدرا فاعلا في المنظومة الاقليمية والدولية. هذا سيكون يقينا داعما لنا في عملية اعادة الاعمار واطلاق الخدمات المطلوبة. هذا الانفتاح الدولي والاقليمي على العراق مهم لنا، لكن من وجهة نظرنا يجب ان يستند الى مبدأ اساسي؛ الا وهو تغليب المصلحة الوطنية ومبدأ العراق اولاً. نعتز بعلاقاتنا مع كل دول العالم، مع جيراننا وهي علاقات مهمة لنا، لكن علينا كقيادة عراقية ودولة، ويقينا ان شعبنا مصر على ذلك ايضا، بأن يكون العراق أولا. إن منطلقنا في اقامة علاقاتنا مع الآخرين هي مصلحتنا ولن نقبل لبلدنا بان يتحول الى ساحة صراعات الآخرين، وان يكون ابناؤنا ومواردنا وسيلة من وسائل الآخرين لمصالحهم وأجنداتهم. بهذا المنطق يمكن ان نتوحد كعراقيين من اجل بناء بلدنا والنأي ببلدنا من مخاطر ومشاكل التنازعات العبثية التي تجتاح المنطقة. سأذهب قريبا الى مؤتمر القمة العربية وسيكون للعراق دورا مهما في اعادة النظر في شؤون المنطقة، اعادة المنظومة الاقليمية والدولية بما يكفل امن العراق، بما يكفل المصلحة العراقية. السيد رئيس الوزراء كان في اجتماع مهم قبل ايام مع رئيس الجمهورية المصرية ومع الملك الاردني في اجتماع ثلاثي مؤشر مهم على عودة العراق الى هذه المنظومة الاقليمية فاعلا، وعودة العراق مقتدرا ودولة محورية في شؤون المنطقة. زيارة الرئيس الايراني كانت مؤشرا مهما وتوافد الوفود الاجنبية الاخرى علينا ايضا من المؤشرات التي تؤكد على الدور المحوري للعراق. هذا الدور سيداتي سادتي لن يتحقق ان لم نكن ملبين لطموحات شعبنا في الداخل، هذا يتطلب من في بغداد ان ينتصر الى اهلنا في واسط، وأن ننتصر الى اهلنا في البصرة والى اهلنا في الموصل التي تعرضت الى فاجعة مؤلمة ووقف معهم كل العراقيين قبل ايام او اسبوع. نحن واجبنا في بغداد أن نمكنكم، ان نمكن الحكومة المحلية، التنفيذية والتشريعية، لاداء دورها وتلبية استحقاقاتها أن كانت في محافظة واسط او غيرها، لكنني حقيقة متفائل لما اراه من تماسك واصرار مجتمعي شامل على النهوض بمحافظتكم التي تستحق كل الخير، قدمتم لهذا البلد من الموارد من الخيرات، ونعم قدمتم لهذا البلد من ابنائكم شهداء واجبنا في بغداد ان ننتصر اليكم، صبركم وتحملكم يجب ان يقابل بتجاوب فعلي وجدي مع استحقاقاتكم. قبل هذا الاجتماع كان لي لقاء مع مسؤولي الدوائر في المحافظة، استمعت اليهم، تكلموا فيما يتوقعونه من دعم من بغداد ان كان لمشروعي المصفى والمطار أو غيرها من المشاريع الاستثمارية وايضا فيما يتعلق بتعزيز الواقع التربوي ووواقع الجامعات الى غير ذلك، وعدتهم خيرا ان شاء الله الوعد يكون مقترنا بأفعال، هذه الليلة سيكون لدي اجتماع مع وزير النفط وسأتواصل اخي دولة رئيس الوزراء، هذه المحافظة تستحق منا كل الدعم انا ازوركم اليوم من موقع رئيس الجمهورية حاميا للدستور رمز وحدة هذا البلد، لكن اريدكم ان تعرفوا اني منكم وان شاء الله ساكون لكم كما سأكون لكل المحافظات العراقية عونا لكم ومساندا لنتمكن من تلبية الحياة الحرة الكريمة.
عقود من الزمن، هذا البلد الذي أنعم الله علينا بهده الخيرات الطبيعية من الزراعة والمياه والنفط وانعم الله سبحانه وتعالى بهذه الكفاءات الخيرة، هذا البلد الذي ذاق الأمرّين على مدى عقود من الزمن يستحق افضل مما هو فيه أن شاء الله.
نحن في بغداد سنكون عونا لكم، وسوف تنتهي دوامة الازمات، وازوركم في واسط مرات أخرى وأرى المدينة بهية عامرة بأهلها بشيوخها وعلمائها بشبابها، كنت رئيسا للجمهورية او غير ذلك بين اهلي خادما لكم وفي خدمتكم وخدمة واسط.
وشكرا جزيلا ومن الله التوفيق”

اترك رد