رئيس الجمهورية في مؤتمر مشترك مع نظيره الفرنسي: نريد استقرار بلدنا واعماره وبناء منظومة اقليمية جديدة اساسها المصالح الاقتصادية

0 83

 

أكد رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح ان “استئصال الارهاب واجتثاثه وانهائه مرتبط باستقرار وضع العراق ونجاحه، وواجبنا كحكومة وقيادات عراقية ان نركز على ذلك وان لا نقبل لبلدنا ان يتحول الى ساحة لصراعات الاخرين”، مبينا “رسالتنا للعالم ان النجاح الذي تحقق في العراق مهم ونحن نعيش مرحلة انتقالية”.
واكد سيادته خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عقده الاثنين 25-2-2019، في باريس ان “النصر المتحقق للعراق، مهم وحاسم في الكثير من المجالات، لكنه غير مكتمل وبحاجة الى تكريس وترسيخ وادامة الزخم الامني والسياسي والاقتصادي والاقليمي”، موضحاً “علينا العمل من العراق، مع جيراننا وحلفاؤنا الدوليين من اجل تجفيف منابع الارهاب فكراً وتمويلاً”.
واضاف سيادة الرئيس” اننا دائما بحاجة الى تعزيز العمل من اجل انهاء هذه الظاهرة الشاذة التي المت بالمنطقة والعالم”، مشيرا الى ان “تصدي العراقيين في هذه المعركة وتضحياتهم بالغالي والنفيس من اجل انهاء الخلافة المزعومة لداعش، حيث كان للدعم الذي تلقيناه من التحالف الدولي والاصدقاء وفرنسا دوره المهم”.
وشدد رئيس الجمهورية على ان “العراق مقبل على استحقاق الاعمار واعادة تنشيط اقتصاده والتركيز على التنمية البشرية، فهذا استحقاق ليس بالسهل تحقيقه، لكننا نتوقع من حلفائنا الدوليين المساعدة الفاعلة في هذا المجال”، مؤكداً ان “توفير فرص العمل للشباب العراقي واعادة اعمار المدن المدمرة وعودة النازحين هي استحقاقات ضرورية للوضع السياسي والامني العراقي”، مضيفاً “يجب ان ننطلق الى مرحلة جديدة وهي استتباب الأمن والاستقرار المستدامين في المنطقة وهذا لن يتحقق الا بعودة العراق قادراً ومقتدراً في المعادلة الاقليمية”.
رئيس الجمهورية اوضح ان “الحكومة العراقية برئاسة الدكتور عادل عبد المهدي لها اولوية في إعادة الهيكلة الاقتصادية والاعمار ولدينا برنامجا طموحا للاصلاح الاقتصادي، سنكون بحاجة إلى مساعدة اصدقائنا وحلفائنا في اوروبا والعالم من اجل تحقيق ذلك”.
وقال سيادته “نحن مسرورون مما سمعناه من الرئيس ماكرون حول استعداد فرنسا للتعاطي مع هذه الاستحقاقات ودعم العراق بهذه المرحلة في الجانب الاقتصادي، ونؤكد ان فرنسا كانت دوماً شريكاً اقتصادياً فاعلاً للعراق، نتمنى ان نبني على هذه العلاقة بمديات اوسع وسياقات ارحب”.
واشار رئيس الجمهورية الى انه “رغم الحرب الضرورس ضد الارهاب، التي كانت تعني الكثير من الدلالات، فقد تحقق الانتقال في السلطة واجراء الانتخابات، واملنا ان نستطيع بناء الدولة بما يضمن الحريات الديمقراطية المدنية، علينا التعاطي مع المشكلات المتراكمة من الماضي لاجل المضي بالبلاد نحو الاستقرار والسلام”.
واكد سيادته “اننا نريد لبلدنا ان يكون ساحة توافق وليس ساحة للتنازع والتناحر بين الاطراف الاقليمية والدولية، نريد استقرار بلدنا واعماره وبناء منظومة اقليمية جديدة يكون اساسها المصالح الاقتصادية المشتركة بما يعود بالخير ليس على المنطقة فقط بل للعالم اجمع”، موضحاً لقد تحدثنا في القمة العربية الاوروبية امس عن المشتركات بين الدول المتشاطئة على البحر المتوسط في اوروبا والعالم العربي والدول المتشاطئة في الخليج، مضيفاً ” تربطنا علاقات جيدة مع جيراننا وهم يريدون نجاحنا بهذه الدرجة او تلك”.
وأضاف رئيس الجمهورية “اتطلع الى شراكة فعلية مع الرئيس ماكرون ومع فرنسا والاتحاد الاوربي لانهاء تلك المرحلة العصيبة التي مرت ليس على الشرق الأوسط فقط بل على اوربا حيال استفحال الارهاب”.
ورداً على سؤال الصحفي الفرنسي جورج مالبرونو بشأن ارهابيي داعش الفرنسيين، اوضح سيادته انه “تم استدراج 13 ارهابياً من داعش خلال عملية امنية وتسلمتهم السلطات العراقية وهم متهمين بارتكاب جرائم ضد العراقيين والمنشآت العراقية، وسيحاكمون وفق القانون العراقي وهذا مايجيزه القانون الدولي”.
وتعليقاً على سؤال احد الصحفيين الفرنسيين بخصوص الاقليات في العراق، اكد رئيس الجمهورية ” انا ارفض هذه التسمية واقول هؤلاء مكونين اساسيين من مكونات شعوب تلك المنطقة، انا كردي كنت اسمى أقلية، كلمة الاقلية وكأنها فيها نوع من التمايز مع الاخرين، في الدولة العراقية الجديدة ارتضينا لانفسنا دستوراً فيه من الحريات والحقوق المثبتة مايلزم الدولة بالتعاطي مع كل هذه المكونات بناءً على اسس واضحة وقيم صريحة وعادلة، الايزيديون والمسيحيون وغيرهم من المكونات تعرضوا الى مظالم خطيرة من الفكر المتطرف والجهات الارهابية، واجبنا كحكومة وواجبي كمسلم ان انتصر لهم وان اكون سنداً لهم لان المخاطر التي تعرضوا لها ارتكبت باسم الدين الذي انتمي اليه والدين براء من هذه الافعال الشنيعة”، مشددا على ان العراق بل الشرق لن يستقيم حاله، ولن يستتب السلام فيه ان لم يكن المسيحي محترماَ ومقدراَ ومكانته محفوظة بقيمه ودينه وعاداته وحضوره وكذلك الايزيديين”.
من جهته أكد الرئيس الفرنسي ماكرون أن “فرنسا تؤيد سياسة العراق الإقليمية المتوازنة، وأن هذا البلد ينبغي أن يحيّد عن أزمات الشرق الأوسط إن كانت مرتبطة بسورية أو إيران”. موضحاً أن “وجود التحالف الدولي عامل أساسي، وأنا واثق بأن الحلفاء يؤكدون أن لدى العراق دوراً أساسياً في المنطقة، ووجودنا الى جانبه ضروري”.
وقال ماكرون إن فرنسا ستساعد ضحايا الإرهاب ومنهم المسيحيون والإيزيديون الذين تم تعذيبهم وقتلهم، وينبغي أن يستعيدوا كل مركزهم في العراق الجديد. وأكد أنه ناقش مع رئيس الجمهورية مشاريع مشتركة لعودة الحياة الطبيعية للعراقيين، معلناً أنه سيزور بغداد خلال العام الحالي، لتعزيز التعاون العسكري والأمني مع العراق.

اترك رد