الفضول يفتح أبواب النجاح للأطفال الفقراء

0 258

أفادت دراسة أميركية حديثة أن الفضول يمثل مفتاح النجاح الذي يقود الأطفال لفهم الرياضيات والقراءة بنحو جيد في مرحلة الطفولة المبكرة، خاصة بين الأطفال الذين يعيشون في مجتمعات فقيرة.
الدراسة أجراها باحثون بجامعة ميشيغان الأميركية ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية «سبرينغر نيتشر» العلمية.
ولكشف العلاقة بين الفضول والنجاح الأكاديمي، تابع الباحثون 6 آلاف و200 طفل بداية من عمر 9 أشهر حتى وصلوا إلى مرحلة رياض الأطفال، وهي المرحلة التي تسبق المرحلة الابتدائية.
وأجريت مقابلات مع آباء وأمهات الأطفال خلال الزيارات المنزلية لأبنائهم، وتم تقييم الأطفال عندما كانوا في عمر 9 أشهر وفي عمر سنتين، إضافة إلى التقييم الثالث، الذي أجري في مرحلة رياض الأطفال، اذ تم قياس مهارات الرياضيات والقراءة والسلوك لدى الأطفال.
ووجد الباحثون أن الأطفال الفضوليين يحققون معدلات أفضل في التحصيل الأكاديمي، وجاءت النسب الأكبر في معدلات النجاح بين الأطفال من خلفيات اجتماعية واقتصادية فقيرة.
الدكتورة برايشي شاه، قائدة فريق البحث قالت ، إن «دراستهم تعد أول بحث يربط بين الفضول والنجاح الأكاديمي المبكر بين الأطفال الصغار».
وأضافت شاه، بالنسبة للأطفال من المجتمعات الأكثر فقرًا، فإن الفضول أكثر أهمية بالنسبة لهم لتحقيق الإنجاز الأكاديمي المرتفع، مقارنة بالأطفال من خلفيات أكثر ثراء، وقد تسد هذه الميزة فجوة الإنجاز المرتبطة بالفقر.
وشددت على أن الأطفال الذين ينشؤون في ظروف اقتصادية مرتفعة يحصلون على أدوات أكثر لتنمية مهارات القراءة والإنجاز الأكاديمي والرياضيات، في حين ينشأ الأطفال في المجتمعات الفقيرة في بيئات أقل تحفيزًا.
وتابعت شاه، إنه «في مثل هذه الحالات، فإن الدافع وراء التحصيل الدراسي مرتبط بدافع الطفل للتعلم، وبالتالي فإن فضوله وشغفه بالتعلم يجعله يحقق مستويات أفضل لتعزيز الإنجاز الأكاديمي في سن مبكرة».
وأشارت الى أن «نتائج الدراسة تثبت بعد السيطرة على العوامل الأخرى المرتبطة بالإنجاز الأكاديمي، يستمر الفضول في تقديم مساهمة صغيرة ولكنها ذات مغزى لتعزيز النجاح الأكاديمي للأطفال».
ونوهت أن «هناك مجموعة واسعة من المهارات التي تسهم في زيادة الإنجاز الأكاديمي والاجتماعي بالنسبة للأطفال، وتشمل الإبداع والخيال والمثابرة والانتباه إلى المهام، فضلا عن القدرة على تشكيل العلاقات وإدارة المشاعر».

اترك رد