الساعدي: مكتبة كاشف الغطاء العامة تضم أوائل الكتب وأكثرها أهمية
تقرير: علي الحلو – قسم الاعلام
الكتب فاكهة العقول، فمنها ينتهل كلّ ذي عقلٍ علماً وفيراً، مصادرٌ شتى، وموضوعات مختلفة، في بساتينٍ معرفيةٍ بذرها العلماءُ والمفكرون، لتثمرَ اليوم رفوفاً ملؤها كتباً متنوعة، في الزمان والتصنيف، يتناول من زهر علومها الباحثون والمحققون، الحوزويون والأكاديميون، منذ أكثر من قرنين خلت، معين لا ينضب لنشر الثقافة والمعارف، تلك هي مكتبة كاشف الغطاء العامة في النجف الأشرف.
أسست في حقبة الشيخ جعفر الكبير (قدس سره) (ت:1228هـ) صاحب كتاب (كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء ) الذي أخذ من محلة العمارة في النجف الأشرف مسكناً له، قرب مرقد الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام)، فكانت مكان المكتبة فيها، تضمنت كتباً شخصيةً عائدة له، وعدد من المخطوطات، ثم بدأت تتوارث جيلاً بعد جيل من أسرة كاشف الغطاء وأخذت المكتبة بالتوسع في كتبها ومخطوطاتها بعدما توارثها علماء آل كاشف الغطاء عالم بعد عالم حيث أضيف لها الكثير من الكتب المهمة المطبوعة والحجرية، والنادرة المخطوطة وكانت هذه الكتب تنتقى انتقاءً مهماً وتشترى وتضاف إلى المكتبة مع ما يهدى من الصحف والمجلات الأولى القيمة إلى علماء آل كاشف الغطاء.
تفتح المكتبة اليوم أبوابها طيلة ايام الاسبوع باستثناء يوم الجمعة، صباحاً، وعن طبيعة عمل المكتبة يحدثنا الاستاذ محمد الساعدي مسؤول المكتبة، قائلاً: (يتركز عمل المكتبة على المطالعة، فتستقبل مكتبة كاشف الغطاء العامة العديد من المطالعين يومياً، لينتهلوا من مصادرها في موضوعات توزعت بين كتب الفقه وأصول الفقه والعقائد والفلسفة والعلوم العامة وكتب الحديث والسيرة والتاريخ والطب وكتب اللغة والبلاغة والنحو والتراجم وعلم الرجال وعلوم القرآن والمنطق والأدب والشعر وغيرها).
وعن أصناف الموضوعات قال: (يصل عدد الموضوعات التي صنّفت من خلالها كتب المكتبة إلى حوالي (38) موضوعاً وصل عدد الكتب المطبوعة في المكتبة إلى أكثر من (12000 اثنى عشر الف) عنوان وتتميز المكتبة بوجود الكتب النادرة التي طبعت في خمسينيات القرن الماضي أو قبل ذلك حيث توجد الطبعات الاولى النادرة لأمهات الكتب).
مشيراً إلى أن (المكتبة تقدم خدماتها لروادها من المطالعين المحققين وطلبة الحوزة العلمية الدينية والباحثين والدارسين وطلبة الدراسات العليا والمهتمين وفق نظام استعارة الكتب).
وبالنسبة إلى نظام استعارة الكتب أكد الساعدي: (تعمل المكتبة على نظام الإستعارة الخارجي فالمكتبة تكاد تنفرد فيه عن المكتبات الأخرى في النجف الأشرف حيث يتسنى للباحث إعارة الكتب التي يحتاجها وفق ضوابط معينة إذا كانت ظروفه لا تسمح بالاستفادة من الكتاب خلال اوقات دوام المكتبة).
وحول آلية الاستعارة تطرق الساعدي بالقول: (إن الاستعارة للكتب تكون حصراً لسكنة محافظة النجف الأشرف، وان مدة الاستعارة لا تتعدى ثلاثة أيام الا في الضرورة تكون قابلة للتجديد، على أن يكون عدد الكتب المستعارة لا يتجاوز ثلاثة كتب ويحق للمطالع إستعارة كتب أخرى عند أرجاع الكتب ولضمان استرجاعها عملت المكتبة على استحصال مستمسك رسمي من المطالع بغية ضمان ارجاع الكتاب)،
منوهاً في ختام حديثه أن: (المكتبة تقدم خدمة مجانية أخرى وهي تصوير الكتب على اقراص ليزرية واعطائها للباحثين لمن يروم ذلك، حيث يكون التصوير للكتب والرسائل والاطاريح بأحدث الكامرات الرقمية ذات الدقة العالية).