عبدالله ملك النشامى

0 28٬056

علاء عبد دلي اللهيبي

مازلت أتذكر تلك التجربة التي لو قيض لها ان تستمر لكانت دول عربية عدة منها العراق ومصر والأردن في الريادة مع إن التجربة كانت واضحة وتؤسس لرؤية مستقبلية نرى تفاعلاتها الإيجابية الآن، فعندما أعلن عن تشكيل مجلس التعاون العربي نهاية عام ١٩٨٩ الذي ضم مصر والعراق والأردن واليمن كانت الآمال معقودة على تكامل عربي يمكن أن يتحقق خاصة وأن تجربة مجلس التعاون العربي كانت سبقتها تجربة مجلس التعاون الخليجي المهمة وربما حظي هذا الإعلان برضا إقليمي لم يستثن إيران غير إن تداعيات الأحداث وغزو الكويت في الثاني من آب ١٩٩٠ جعلت الحلم صعب المنال فقد تشظت الآمال وذهبت مع الريح.

مازلت اتذكر وأنا الفتى الصغير في حينه الأنشودة الوطنية التي تمجد القادة العرب ومنهم الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله ومطلعها:

أهلا بالزين النشمي

أهلا يابو عبدالله

يبدو الوقت ملائما مع الاحداث والتطورات الراهنة على إحياء مشروع تعاون بين مصر والعراق والأردن، ويمكن أن يضم سوريا خاصة وإن الحاجة ماسة لهذا التعاون وترسيخه لتحقيق تكامل إقتصادي وسياسي بين هذه البلدان ينعكس على واقع العلاقات مع بقية البلدان العربية الراغبة في عودة العرب الى الريادة والنهوض مجددا.

لايخفي الملك عبدالله بن الحسين تفاؤله برغم الحصار المفروض عليه ليقبل بصفقة القرن، ولايتردد في تحريك الساكن من الآمال والطموحات العربية في بلدان تعاني الإرهاب والضوائق الإقتصادية، وهو بذلك يؤكد أن الأردن ليست دولة هامشية، بل هاشمية وفي المقدمة من الأمم لأن البلدان العظيمة لاتقاس بمساحتها الجغرافية، بل بعظمة وكبرباء قادتها، وصبر وجلد وشموخ شعوبها الحرة.

قبل أيام شكر الملك عبدالله بن الحسين قوات الدرك الأردنية التي قامت بواجبها المهني والإنساني تجاه أسرة عراقية توفيت سيدة منها، وتم إكمال إجراءات الجنازة بكل تقدير وإحترام، وهو موقف جدير به ملك النشامى.

اترك رد