الدولة الحضارية الحديثة مشروع سياسي- اجتماعي يحققه الناس

 

محمد عبد الجبار الشبوط

1. اسس سكان احدى بنايات بسمايا صندوقا للتكافل الاجتماعي. يدفع كل ساكن مبلغا قدره ٣ الاف دينار شهريا. يخصص الملبغ لمساعدة محتاجي البناية لمختلف الحالات. هذا عمل من اعمال التكافل المجتمعي التي يقوم بها الناس متطوعين بدون تدخل الدولة/الحكومة. وهناك مشاريع اخرى كثيرة مماثلة يقوم بها الناس .
2. يعد هذا العمل مؤشرا على توفر مقومات او امكانيات تاسيس الدولة الحضارية الحديثة. كيف؟ لان د ح ح هي حصيلة حراك اجتماعي عام يشارك فيه المواطنون الفعالون بنسب ودرجات متفاوتة، ويستغرق وقتا طويلا نسبيا.
3. هذا لان الدولة، اية دولة، ظاهرة مجتمعية يقيمها المجتمع، وهي التعبير الدستوري والقانوني والسياسي لدرجة رقي المجتمع او انحطاطه. لا اتحدث هنا عن الانقلابات العسكرية مثل التي شهدتها بلادنا، فهذه مشاريع سلطة وليس مشاريع دولة، وحديثي هنا عن بناء دولة وليس اقامة سلطة.
4. لهذا يجانب الصوابُ بعض الناس الذين يحيلون امكانية اقامة د ح ح الى الطبقة السياسية الراهنة بما تشتمل عليه من احزاب ووزراء ونواب وسياسيين، والتي يرون انها فشلت خلال ال ١٥ سنة الاخيرة في بناء دولة صالحة قادرة على توفير الحياة الكريمة للناس. الاحالة هنا خطأ لان امر اقامة د ح ح ليس موكولا اصلا الى الطبقة السياسية الراهنة، وانما موكول الى طبقة المواطنين الفعالين، امثال سكان بسمايا.
5. اذاً. طبقة المواطنين الفعالين هي التي تقيم د ح ح ومقومات هذا العمل متوفرة بدرجة ما الان لدى بعض هذه الطبقة، وستكون القدرة اكبر كلما تزايد العدد. نعم قد يمكن الحديث عن صعوبات، لكن لا يمكن الحديث عن استحالة. الغلبة ستكون لعناصر القدرة والامكانية التي سوف تتغلب على عناصر الاعاقة.
6. لا افترض ان كلامي هذا سوف يقنع كل قرائه. لكني ارجو من غير المقتنعين ان يدعوا المقتنعين يعملون. ارجو منهم ان لا يشيعوا الياس في نفوس غيرهم. المشروع بحاجة الى جرعة كبيرة من الامل.

Comments (0)
Add Comment